التقى المبعوث الاممي العربي الاخضر الابراهيمي يوم الاحد بدمشق بالرئيس السوري بشار الاسد في اجتماع تتطلع الانظار الى ما يمكن ان يكون رد به الجانب السوري خلاله على مبادرة الابراهيمي لوقف أعمال العنف خلال عيد الأضحى والتي تدعمها المجموعة الدولية ومن المحتمل ان تمهد الى هدنة أطول تضع حدا لاراقة الدماء في هذا البلد. ودعا الابراهيمي في مؤتمر صحفي عقب لقاءه الرئيس الاسد كل طرف في النزاع في سوريا إلى وقف القتال بقرار منفرد خلال عيد الأضحى تاركا للأطراف حرية بدء تنفيذه. وناشد الإبراهيمي جميع الأطراف بأن يتوقفوا عن استعمال السلاح مبينا أنه سيعود إلى دمشق بعد عيد الأضحى. وأضاف أن دعوته لوقف القتال مبادرة شخصية وليست مشروعا مطولا أو جزء من عملية سلام وقال: "آمل أن يكون هذا العيد هادئا إذا لم يكن سعيدا". ولم يتطرق الابراهيمي في المؤتمر الى ما يمكن ان يكون الرئيس الاسد رد به على مبادرته. وأجرى الإبراهيمي أمس محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومع بعض قوى المعارضة تناولت البحث في إمكانية وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى المبارك. وقالت الخارجية السورية فى بيان لها ان مباحثات المعلم والابراهيمي تناولت ما تقدمه سوريا .. لتسهيل مهمة الاخضر الابراهيمى بالاضافة لما هو مطلوب من قبل "باقي الاطراف التي تقوض مهمة الابراهيمى عبر استمرار تسليح وايواء وتدريب وتمويل المجموعات الارهابية المسلحة" حسب قولها. وتأتي زيارة الإبراهيمي إلى سوريا ضمن جولة له في المنطقة خصصت للبحث في سبل التوصل إلى إنهاء النزاع في سوريا المستمر منذ 20 شهرا. وتدعم المجموعة الدولية اقتراح الابراهيمي الى وقف العنف وارساء هدنة خلال مناسبة عيد الاضحى . فقد أكدت الجزائر "دعمها الكامل" لنداء الهدنة في سوريا الذي أطلقه المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية السيد الأخضر الإبراهيمي بمناسبة عيد الأضحى المبارك . وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن "الجزائر التي ما فتئت تنادي إلى الحوار من أجل حل للأزمة في سوريا تعبر عن دعمها الكامل لنداء الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة و جامعة الدول العربية لهدنة في سوريا بمناسبة عيد الأضحى المبارك". و بالمناسبة عبرت الجزائر عن قناعتها أن "هذه الهدنة ممكنة بفضل تضافر جهود كل الأطراف ومساهمة الجميع في المساعي الدؤوبة لجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي لوضع حد لدوامة العنف في سوريا". من جهتها رحبت الصين بدعوة الابراهيمي لوقف اطلاق النار في سوريا بمناسبة عيد الأضحى المبارك. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي في بيان له اليوم أن الاستجابة الايجابية لتلك الدعوة وتنفيذها يحقق المصالح طويلة المدى للأمة والشعب من أجل تفادي المزيد من إراقة الدماء وبدء حوار سياسي وعملية انتقال سياسي في تاريخ مبكر". كما اعربت الكويت عن تأييدها ودعمها لمبادرة المبعوث المشترك ودعت كافة الأطراف في سوريا إلى التجاوب مع هذه المبادرة بما يتناسب وجلال هذه المناسبة الكريمة. كما أعربت عن أملها أن تؤدي هذه المبادرة الى إنجاح المساعي الدولية والإقليمية الهادفة للوصول الى حل شامل يضع حدا لنزيف الدم ويحقق لأبناء الشعب السوري آمالهم المشروعة و يحفظ لوطنهم أمنه واستقراره و وحدة أراضيه. كما من شان وضع حد للازمة السورية ان يقف المخاوف الدولية على امن المنطقة التي تعرف تداعيات خطيرة في البلد المجاور لبنان جراء التفجير الانتحاري الذي وقع اول امس بالاشرفية ببيروت والذي اودى بحياة 8 أشخاص من بينهم رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلى العميد وسام الحسن بجانب اصابة عشرات المواطنين. واتهمت أوساط سياسية لبنانية عدة سوريا في الضلوع في هذا التفجير حيث اتهم رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري "النظام السوري" في الوقوف وراء ذلك وقال أن "رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي كشف مخطط نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر الوزير السابق ميشال سماحة" لافتا إلى أن "اغتيال الحسن مكشوف كوضح النهار". وحذا حذو الحريري النائب وليد جنبلاط الذي اتهم الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة بالتورط في الجريمة . بدوره دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المجتمع الدولي بطرد السفير السوري من لبنان وتعليق كل الاتفاقيات الامنية بين لبنان وسوريا وتطبيق القرار 1701 كاملا بنشر القوات الدولية على الحدود السورية. ومنذ الإعلان عن اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني والسبعة اشخاص الاخرين اندلعت مظاهرات غاضبة في مقاطعات العاصمة بيروت وأجزاء عدة من لبنان وغالبيتها تندد بدمشق . وقد دعت العديد من الاوساط السياسية الدولية الى ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان وامنه و"التحرك بهدوء دون الانصياع الى التحريضات في هذه الفترة الحساسة التي يمر بها البلد".