اثارت مسألة التنصيص على تجريم التطبيع مع اسرائيل في الدستور التونسي المرتقب نقاشا واسعا على مستوى المجلس التاسيسي الذي اختلف اعضاؤه حول صياغة بند في الدستور حول هذا الموضوع من عدمه . وبين رئيس كتلة حركة النهضة الاسلامية في المجلس التأسيسي السيد الصحبي عتيق أن الخلاف ليس في تجريم التطبيع وإنما في التنصيص عليه في الدستور مقترحا ادراج تجريم التطبيع مع اسرائيل في اطار قانون وليس في اطار الدستور . وفي حديث تلفزيوني ذكر القيادي في حركة النهضة الاسلامية التي تقود الإئتلاف الحزبي الثلاثي الحاكم في تونس ان حركة "حماس" الفلسطينية نصحت بعدم التنصيص على تجريم التطبيع مع إسرائيل في الدستور التونسي الجديد . وصرح رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس التاسيسي أن القياديين في حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية وخالد مشعل 'نصحا" أثناء زيارتهما لتونس بعدم التنصيص على تجريم التطبيع مع إسرائيل في الدستور التونسي الجديد'. للاشارة فان إسماعيل هنية قام بزيارة لتونس في مطلع العام الجاري بينما زار خالد مشعل تونس في شهر جويلية الماضي للمشاركة في اشغال المؤتمر التاسع لحركة النهضة الإسلامية التونسية. وتسعى العديد من الاطراف السياسية التونسية الى تضمين الدستور التونسي المرتقب بندا ينص على تجريم التطبيع مع إسرائيل فيما اكدت حركة النهضة الإسلامية وحزب "المؤتمر" وحزب "التكتل" الشريكين في الائتلاف الحاكم ان الشعب التونسي برمته يرفض التطبيع وبالتالي فلا داعي للتنصيص على هذه المسالة ضمن الدستور الجديد . ويرى المراقبون ان موقف حركة النهضة الإسلامية التونسية يتناقض مع موقفها السابق الذي اتخذته في البيان الختامي لمؤتمرها التاسع والذي ابرز ضرورة "تحريم التطبيع مع الكيان الصهيوني" كما بين الملا حظون ان تغير موقف حركة النهضة الإسلامية بخصوص مسألة التطبيع مع اسرائيل يعود الى "نصائح" قادة حركة "حماس".