يشكل اللقاء المرتقب اليوم الاثنين بالعاصمة السعودية الرياض بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس و وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موعدا لإستعراض الأوضاع في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة والإنتهاكات التي تمارسها إسرائيل مخترقة بذلك كل القوانين والمواثيق الدولية . و يأتي هذا اللقاء المبرمج ضمن جولة كيري إلى المنطقة و التي قادته إلى الى القاهرة أين إلتقى مع الرئيس المصري محمد مرسي ووزير خارجيته محمد كامل عمرو حيث أخذت القضية الفلسطينية جانبا من المباحثات التي جمعت الطرفين فضلا عن الوضع السياسي والاقتصادي في مصر و تداعيات الازمة السورية. و حول فحوى لقاء اليوم في الرياض كشف سفير فلسطين لدى الرياض جمال الشوبكى ان "عباس سيستعرض مع كيرى موقف الادارة الامريكيةالجديدة بشأن القضية الفلسطينية قبل الزيارة المرتقبة لأوباما في العشرين من شهر مارس الجاري" كما سيؤكد عباس على "المطالب والثوابت الفلسطينية ومدى التجاوزات الاسرائيلية فى القدسالمحتلة والاستيطان وقضية المعتقلين المضربين عن الطعام الذين يعانون دون ان أية ردة فعل امريكية او تدخل لوقف هذه الجرائم الاسرائيلية". ويسعى عباس من خلال هذا اللقاء إلى دفع الادارة الامريكية على طرح موقف يدعم حق الشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال وينهى الاحتلال الاسرائيلى حسب الشوبكى. و كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد وصل إلى الرياض يوم أمس الأحد بالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وقد إلتقي عباس ايضا بعدد من وزراء خارجية دول مجلس التعاون. لقاء تمهيدي للزيارة المرتقبة لباراك أوباما إلى المنطقة ويأتي هذا اللقاء قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما و التي لم يعلن البيت الابيض الامريكي عن موعدها لحد الان بينما تقول مصادر إعلامية انها ستبدأ فى 20 مارس المقبل وهي الزيارة التي تحاول إسرائيل عرقلتها من خلال مواصلة التصعيد المتمثل في تكثيف أنشطتها الإستيطانية وحجز الأموال الفلسطينية و ممارسة التعذيب و الضغوط النفسية على الأسرى الفلسطينيين ما من شأنه أن يؤدى ان يجهض جهود السلام في المنطقة. وتثير زيارة أوباما التي يزمع أن يقوم خلالها بزيارة المقدسات الإسلامية بالقدس الكثير من ردود الفعل الإسرائيلية الرامية إلى تجريدها من أي نتائج قد تفضي إلى إعتراف أمريكي بالحقوق الفلسطينية المنتهكة أو إيقاف لأنشطتها الإستيطانية على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. و يرى محللون ان السلطات الإسرائيلية قد تقدم خلال استقبال باراك أوباما الشهر المقبل وعودا كاذبة تجاه عملية السلام و قد تعد بإحداث إنفراجة اقتصادية بشأن الحصار على قطاع غزة غير ان تلك الآمال الكاذبة يجب ألا تمنع دولة فلسطين من العمل وبسرعة للانضمام إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف والسعي بكل السبل لضمان ممارسةالمحكمة الجنائية دورها في التحقيق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد المدنيين في الأراضي المحتلة". إستمرار التصعيد الإسرائيلي لإفشال جهود السلام و تتزامن هذه الأحداث مع إتساع رقعة الإضراب عن الطعام في أوساط الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية إحتجاجا على التعسف الإسرائيلي حيث أعلن ما يقارب 120 إلى 140 أسيرا في سجن (جلبوع) اليوم الإضراب عن الطعام وذلك في إطارسلسلة من الفعاليات النضالية التي اتخذها الأسرى في أعقاب وفاة الأسير عرفات جرادات وتضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في باقي السجون على غرار الأسير سامر العيساوي الذي يواصل إضرابه بعد أكثر من 200 يوم على التوالي. هذا فيما تواصل قوات الإحتلال حملة الإعتقالات في الضفة الغربية و القدسالشرقية المحتلتين حيث اعتقلت اليوم عشرة فلسطينيين خلال حملة دهم وتفتيش بالضفة بينما تواصل هذه القوات إغلاق معبر (كرم أبو سالم) المخصص للحركة التجارية مع قطاع غزة لليوم السابع على التوالي فيما أعادت فتح معبر بيت حانون شمال القطاع للحالات الإنسانية يوم أمس. وفي ذات السياق كشف تقرير لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن حملة الاعتقالات التي ينفذها جيش الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل يومي طالت 382 فلسطينيا خلال شهر فيفري الماضي موضحا انه من بين الاعتقالات التي تم رصدها 6 حالات من قطاع غزة و 376 حالة من الضفة الغربية من بينهم 10 أسيرات فلسطينيات أفرج عن عدد منهن بينما ظلت أخريات داخل السجون الإسرائيلية. كما تصر إسرائيل على إفشال الإنتخابات الرئاسية والتشريعية التي يتم التحضير لها حاليا في فلسطين من خلال عرقلة عملية نقل سجلات الناخبين من قطاع غزة إلى الضفة الغربية من أجل تضمينها في القاعدة الرئيسية للبيانات وذلك بعدما بلغ العدد الكلي لطلبات التسجيل في القوائم الإنتخابية 451 ألف طلب منها 100 ألف طلب في الضفة و351 ألف طلب في قطاع غزة. يشار إلى ان وفد برلمانيا أوروبيا كان قد أدان يوم السبت الماضي خلال زيارته للضفة الغربية الممارسات الاسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني ومعتقليه وطالب حكومة الإحتلال بحل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجونها خاصة المضربين عن الطعام منذ فترات مختلفة.