اكد القادة الأفارقة الذين اجتمعوا يومي 6 و 7 ديسمبر 2013 بباريس ان امن القارة هو شان "يخص بالدرجة الاولى" الافارقة معترفين بضرورة "مرافقة" لوجيستية و مالية من قبل فرنسا و الاتحاد الاوروبي. هذا ما تضمنه البيان الختامي لقمة الايليزيه-افريقيا التي مثل خلالها الوزير الاول السيد عبد المالك سلال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الى جانب 53 وفدا لدول افريقية اخرى و الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند و ممثلي منظمة الاممالمتحدة و الاتحاد الافريقي و الاتحاد الاوروبي و صندوق النقد الدولي و البنك العالمي و البنك الافريقي للتنمية. و اشار القادة الافارقة في الوثيقة الختامية الى اهمية تطوير القدرات الافريقية لمواجهة الازمات معربين عن ارتياحهم "للتقدم الهام" الذي سجله كل من الاتحاد الافريقي و المجموعات الاقتصادية الاقليمية و الدول الافريقية في مجال تنفيذ عمليات حفظ السلام في افريقيا في كل من مالي و جمهورية افريقيا الوسطى و الصومال و غينيا بيساو و بورندي و السودان (دارفور) و جزر القمر. و يرى القادة الافارقة ان هذه المبادرات تقدم "حلولا افريقية لمشاكل افريقية" و لذا يجب ان يدعمها المجتمع الدولي. و قد دعا رئيس الديبلوماسية الجزائرية السيد رمطان لعمامرة الذي حضر القمة الى "تعزيز الاستراتيجية الافريقية لتسوية النزاعات" الذي كان احد اطرافها الاساسيين على راس مفوضية السلم و الامن للاتحاد الافريقي. و قد اشار السيد لعمامرة على هامش الاشغال ان ملتقى الجزائر الذي نظمه كل من الاتحاد الافريقي و معهد الاممالمتحدة للتكوين و البحث بمثابة تمرين سنقوم من خلاله "بالاستحابة لمقتضيات الوضع الذي تعيشه القارة" و "المساهمة في تعزيز الامن في كافة الدول الافريقية" مشيرا الى ان ثلثي بعثات منظمة الاممالمتحدة منتشرة في افريقيا حيث تم ارسال 60.000 جندي. و اعتبر المشاركون في قمة الاليزيه-افريقيا ان الامن في افريقيا يخص ايضا امن المجتمع الدولي باكمله مؤكدا ان التهديدات اصبحت شاملة. و اشار المشاركون الى ان انتشار الشبكات الارهابية و تجار المخدرات و الاسلحة و البشر و المستغلين غير القانونيين للموارد الطبيعية يعد تهديدا للسلم و الامن في افريقيا و في العالم. و بعد التاكيد على التزامهم بالوقاية من هذه التهديدات و مكافحتها دعا القادة الافارقة الى اشراك "مكثف" للمنظمات الدولية و الاقليمية و شبه الاقليمية في مكافحة هذه الآفات. فرنسا تلتزم ب"مرافقة" هذه الجهود و في خطابه الافتتاحي لاشغال القمة اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه من اجل "التحكم في مصيرها" فانه على افريقيا "ضمان امنها بنفسها" مع التزامه بتقديم المساعدة في مجال التكوين و التاطير اذا ما تزودت القارة بقوة رد سريع لمواجهة "كافة التهديدات" مستشهدا بالارهاب و المتاجرة بالمخدرات و الاسلحة و البشر و القرصنة. في الوثيقة المصادق عليها في نهاية اشغال القمة التزمت فرنسا بدعم جهود الاتحاد الافريقي للتوصل الى "قدرة عملية تامة" للقوة الافريقية الجاهزة و قدرتها على الانتشار السريع في افاق 2015 و كذا القوة الافريقية للرد الفوري على الازمات على غرار ما تقرر خلال قمة الاتحاد الافريقي في ماي الفارط. و بعد الاعتراف بان هذا التاكيد يمكن ان يبدو مناقضا للقرار الذي اتخذه عشية ذلك اليوم عندما امر بتدخل عسكري في افريقيا الوسطى اعرب الرئيس هولاند عن استعداد بلده لتقديم"دعمه الكامل لهذه القوة" من خلال تزويدها ب"الاطارات العسكرية" و المشاركة في "اعمال تديريبة". و اردف يقول مخاطبا القادة الافارقة المجتمعين بقصر الاليزيه "بامكان فرنسا تدريب 20.000 جندي كل سنة". و دعا القادة الافارقة بهذا الصدد الى تعزيز الحوار الاستراتيجي بين افريقيا و فرنسا من اجل "تصور مشترك" للتهديدات. و اكدوا ان السلم و الامن و ترقية حقوق الانسان و حمايتها "مسائل لا يمكن فصلها عن يعضها البعض " و ان اي "رد سريع" في حالة انتهاك خطير لحقوق الانسان يمكن ان يكون وسيلة فعالة للوقاية من النزاعات. ان ذلك يلخص المبدأ القائل "افريقيا للافارقة" الذي اكده السيد سلال خلال قمة الاليزيه-افريقيا و الذي يقتضي "ايجاد حلول افريقية لمشاكل القارة" و هي مقاربة تقوم على المبدأ الجزائري الثابت المتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و لكن يقتضي ايضا تعزيز قدرات الاتحاد الافريقي لضمان السلم و الامن بين الدول الاعضاء.