أكدت الحكومة المصرية يوم الخميس على التزامها باستكمال خارطة الطريق وتوفير كل متطلبات نجاح العملية الانتخابية المقبلة بنزاهة وشفافية. كما أكدت الحكومة المصرية وقوفها على مسافة واحدة من كل المرشحين مرحبة بالتعاون مع كل الجهات المصرية والأجنبية الراغبة فى متابعة العملية الانتخابية في مصر. يأتي ذلك في الوقت الذي استعرض فيه الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور مع رئيس الوزراء ابراهيم محلب الاجراءات الجاري اتخاذها من طرف الحكومة تمهيدا لاجراء الانتخابات الرئاسية المتو قع عقدها منتصف ماي المقبل. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ايهاب بدوي انه تم خلال اللقاء أيضا استعراض الوضع الامني و أحداث العنف التي شهدتها الجامعات المصرية مؤخرا وجهود الحكومة لاستعادة الاستتباب الأمني. وتم اللقاء في أعقاب أداء وزير الدفاع المصري الجديد الفريق اول صدقي صبحي اليمين فيما أصدر الرئيس عدلي منصور اليوم في نفس السياق قرارا بترقية محمود إبراهيم إلى رتبة فريق وتعيينه رئيسا لأركان الجيش خلفا لصدقي. وكان المشير عبد الفتاح السيسي النائب الاول لرئيس لمجلس الوزراء قدم استقالته اليوم من الحكومة بعد قراره ترك مناصبه العسكرية للترشح للرئاسيات المقبلة. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي في تعقيبه على رد فعل العالم الخارجى بشأن ترشح السيسي للرئاسيات : "انه من حق أي مواطن مصري طبقا للدتسور الجديد ان يترشح للانتخابات الرئاسية وما يهم الخارجية والحكومة المصرية بالكامل هو أن تتم إدارة عملية إنتخابات حرة ونزيهة وهذا هو التزام الحكومة المصرية أمام الشعب المصرى والعالم الخارجى بالكامل. وأوضح أن مسألة أن يترشح أي شخص "يعني الشعب المصرى فقط دون غيره" وما يعنى العالم الخارجى هو إدارة عملية انتخابات حرة ونزيهة. وأشار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية سوف تتلقى طلبات لمتابعة الانتخابات الرئاسية القادمة من مراقبين أجانب مؤكدا أن هناك حتى الآن طلبات من الاتحاد الافريقى والاتحاد الأوروبى ومنظمات دولية متوقعا أن تكون تلك المتابعة والمشاركة كبيرة. و أضاف أن الخارجية المصرية والحكومة "ليست مطالبة بتبرير مواقف الشعب المصرى أمام الخارج فالشعب هو من يحسم قراره ومصيره". ويرى مراقبون غربيون أن السيسي هو الاوفر حظا للوصول إلى سدة الرئاسة في مصر غير أنهم يتوقعون ان تواجه فترة رئاسته مشكلات هيكلية أساسية فى البلاد ويكون موقفه صعبا بسبب الاداء الحكومي الهزيل لمواجهة المشكلات التي تواجهها البلاد وفي ظل التهديدات الأمنية. وعلى الصعيد المصري يرى الخبير العسكري المصري سامح سيف اليزل المقرب من الحملة الانتخابية للسيسي في تصريحات صحفية إن أغلبية المصريين الذين كانوا ينتظرون بترقب اعلان المشير السيسي الترشح للرئاسيات سيكونون سعداء للغاية لكن جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم فهم غاضبون ومنزعجون. وقد رحبت اليوم معظم القوى السياسية المنتمية للتيار المدني في مصر وبعض القوى الاسلامية بترشح المشير السيسي فيما دعا أنصاره جماهير المصريين للخروج غدا الجمعة في مظاهرات تأييد له في شوارع مصر. ومن جانبها طالبت بعض الاحزاب التي عبرت عن تفضيلها لمرشح ذو خلفية مدنية من السيسي ضرورة الحفاظ على حياد الادارة وان لا تتدخل مؤسسات الدولة لدعم ترشحه وان يكون ملتزما بالآليات الديمقراطية والمشاركة في انتخابات حرة ونزيهة بالتساوي مع بقية المرشحين حسب ما صرح المتحدث باسم حزب الدستور. وأضاف انه "من حق المشير السيسي الترشح كمواطن مدني ..ولكننا نطالبه بأن يكون بالفعل مرشحا متساويا مع المرشحين الآخرين ". ويوجد على القائمة المؤقتة للمترشحين للرئاسيات في مصر حتى الان - قبل ثلاثة ايام فقط من فتح باب الترشحات رسميا مرشحين اثنين فقط هما عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق والناصري حمدين صباحي زعيم اليتار الشعبي فيما كان ثلاثة مرشحين محتملين قد انسحبوا من السباق لأسباب مختلفة منها التشكيك في انعدام فرص المساواة. ومن جهته دعا تحالف "دعم الشرعية" الذي تتزعمه جماعة الاخوان المسلمين المعارضة لخارطة الطريق أنصاره للخروج في مظاهرات "مليونية" غدا الجمعة للتعبير عن رفض ترشح السيسي و "رفض حكم العسكر" كما دعاهم إلى مواصلة "المقاومة السلمية للانقلاب" حسب بيان نشر اليوم. وتزامن بيان التحالف مع خروج تظاهرات اليوم لطلاب جماعة الاخوان في عدد من الجامعات المصرية بالقاهرة والجيزة والغربية رافضة لترشح السيسي . ففي مدينة نصر شمال شرق القاهرة نظمت عشرات الطالبات بجامعة الأزهر مسيرة رددن خلالها هتافات "يسقط حكم العسكر". كما خرجت مظاهرات طلابية إلى الشوارع بحي عين شمس شمال القاهرة في محاولة للوصول إلى وزارة الدفاع بالعباسية مرددين هتافات مناهضة للجيش وقوات الامن. ومن جهة أخرى عززت قوات الامن تواجدها اليوم بمحيط جامعة الزقازيق بمحافظة الغربية والقاهرة تحسبا لتجدد أعمال الشغب والعنف بعد مواجهات عنيفة أمس بين قوات الامن والطلاب بالجامعتين خلفت قتيلا و 30 مصابا.