أجرت الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون يوم الخميس في القاهرة سلسلة محادثات مع كبار المسؤولين المصريين وقياديين حزبيين ومترشحين للرئاسيات تناولت تنفيذ خارطة الطريق و الاستحقاق الرئاسي المقررة في 26 و 27 مايو القادم. و يتزامن الحراك الذي تشهده مصر قبيل اجراء الانتخابات الرئاسية مع اهتمام دولي بالاوضاع في مصر في ظل زيارة اشتون الجديدة للقاهرة و المناقشات رفيعة المستوى التي اجراها وفد لجنة الاتحاد الافريقي حول مصر برئاسة الفا عمر كوناري مع مختلف الاطراف السياسية والمجتمعية في القاهرة بما فيها لقاء وفد من قادة التحالف الداعم لجماعة الاخوان المسلمين. و أشارت تحليلات الصحافة المحلية اليوم الى ان وفد الاتحاد الافريقي طالب خلال الزيارة لقاء الرئيس المعزول محمد مرسي المسجون على ذمة متابعته في عدة قضايا جنائية. كما طلب باطلاق سراح نشاطاء سياسيين محبوسين بتهمة خرق قانون التظاهر المثير للجدل. و كان رئيس الوفد كوناري قد ركز في تصريحه الصحفي بمقر الجامعة العربية على ضرورة ان يكون الخروج من الازمة سريعا لعودة مصر الى حاضنة الاتحاد الافريقي وان تكون المناقشات حول خارطة الطريق شاملة و الاعتماد على الحوار لحل المشكلات الراهنة مجددا ادانة الاتحاد الافريقي لجميع اعمال العنف والاغتيالات التي تستهدف رجال الشرطة والجيش في مصر. و يأتي الاهتمام الدولي بالاوضاع في مصر مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة وسط اضطرابات سياسية و اجتماعية و امنية يشهدها الشارع يوميا مع عودة الحديث عن مبادرات المصالحة لتهدئة الاجواء في البلاد. و تجلت هذه المبادرات حسب المتتبعين للوضع في مصر مع زيارات قامت بها وفود اوروبية و امريكية للقاهرة على مدى الاسابيع الماضية منها زيارة وفد من كبار موظفي ومستشاري الكونغرس الأمريكي في منتصف مارس الماضي. و سبق هذه الزيارات تصريحات لشخصيات امريكية و اوروبية بشان الموقف من جماعة الاخوان المسلمين وصفتها ب "الاعمال الارهابية". و اتبعت هذه التصريحات ببيان صدر اول امس الثلاثاء عن الامين العام للاخوان المسلمين المقيم في قطر يعلن فيه و لاول مرة منذ اندلاع اعمال العنف في مصر بعد احداث 30 جوان التي اطاحت بحكم مرسي تبرؤ الاخوان من "كل اعمال العنف والارهاب التي تشهدها مصر"وهو ما اعتبر اشارة للاعراب عن الاستعداد للبحث عن مخرج للازمة مع السلطة. و اعتبر البيان الذي اوردته صحف مصرية اليوم ان الاخوان" يخوضون الحياة السياسية ملتزمون بالوسائل الشرعية والاساليب السلمية وحدها"مشددا على ان الاخوان "يعلنون من غير تردد انهم ابرياء من شتى اشكال ومصادر العنف ومستنكرون لكل اشكال و مصادر الارهاب" في اشارة لادانتهم للعنف الذي اصبح يسود الشارع المصري. ولقي البيان رد فعل متحفظ من جانب السلطة ومشكك من جانب القوى السياسية وقال مصدر حكومي في تصريح نشر اليوم ان بيان الجماعة "لايقدم دليلا واضحا على عدم تورطها في العنف الذي اكدته جميع التحقيقات القضائية "مضيفا انه على الاخوان"اثبات حسن الثقة" و انه لا يمكن الترحيب باي عناصر تلوثت ايديها بالدماء في المشهد المصري مرة اخرى. من جهته قال معصوم مرزوق المتحدث باسم حملة المرشح المحتمل حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي انه يتمنى ان يكون البيان" بداية لعودة الاخوان للمنطق والعقل" داعيا الجماعة الى اجراءات عملية حقيقية على الا رض. أما الخبير العسكري اللواء سيف اليزال المقرب من حملة المرشح عبد الفتاح السيسي فقال في تصريحات نشرتها صحيفة الجمهورية ان "منهج العنف" الذي تنتهجه جماعة الاخوان المسلمين في تزايد وتصاعد كما ان التوقعات تشير الى استمرار الاعمال الارهابية و انتشارها في العديد من المحافظات دون تمييز في محاولة لاستهداف الدولة الوطنية وتعطيل الاستحقاقات التي اقرتها خطة الطريق وبعث رسالة الى العالم تعطي انطباعا بان الجماعة ما زالت قادرة على مقاومة السلطات.