دعا الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الأربعاء بروما إلى إنشاء "محاور جديدة" للتعاون بين الجزائر و إيطاليا من أجل علاقة ثنائية "كثيفة" على الصعيد الاقتصادي. و أوضح السيد سلال خلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع نظيره الإيطالي ماتيو رانزي أن "الجزائر باعتبارها بلد منتج كبير في مجال الطاقة تقترح خلق محاور جديدة للتعاون الإستراتيجي مع إيطاليا من أجل ضمان تزويد هذا البلد الأوروبي بالغاز والنفط و الطاقة الكهربائية". و أوضح السيد سلال الذي يقوم بزيارة عمل إلى إيطاليا حيث ترأس مناصفة مع السيد رانزي أشغال الإجتماع الجزائري الإيطالي الثالث رفيع المستوى قائلا أن "الجزائر بلد منتج للطاقة و البترول و الغاز و نحن بصدد إقامة استثمارات لتعزيز قدراتنا الإنتاجية في هذا المجال". و بعد أن أكد أن العلاقات الجزائرية الإيطالية "ممتازة" ذكر الوزير الأول بأن المحاور الجديدة للتعاون الثنائي مدعوة إلى أن تشكل المجالات الواعدة من أجل علاقة ثنائية "كثيفة" على الصعيد الاقتصادي. و عن سؤال للصحافة الإيطالية بخصوص مشروع "غالسي" (أنبوب الغاز الجزائر-إيطاليا عبر سردينيا) أشار السيد سلال إلى "بعث المشروع في سياق المقاربة الجديدة لتأمين أوروبا و إيطاليا بمصدر طاقوي جديد انطلاقا من الجزائر". و قال في هذ السياق أن الأمر يتعلق "برفع قدرة تموين إيطاليا و أوروبا انطلاقا من مصدر مضمون و ناجع و إقامة مشروع جديد لاقتراح الطاقة الكهربائية لأوروبا انطلاقا من الغاز الجزائري". كما ذكر بأن هذا المشروع سيتجسد بموجب شراكة تتمثل في إنتاج الطاقة الكهربائية و تمريرها عبر البحر ثم تسويقها في كل اوروبا بالشراكة مع الإيطاليين واصفا المشروع ب"الهام و المستقبلي". ليبيا : ضرورة إحلال السلم و الأمن قبل أكتوبر 2015 و لدى تطرقه إلى العلاقات الدولية تناول السيد سلال الوضع في ليبيا معتبرا أنه "لا يجب إضاعة الوقت من أجل استتباب السلم و الأمن في هذا البلد خاصة و أن عهدة الهيئات المسيرة في ليبيا ستنتهي شهر أكتوبر المقبل". و دعا بالمناسبة المجتمع الدولي إلى المساهمة في إيجاد حل للأزمة في ليبيا عن طريق الحوار و "في غياب ذلك ستتمكن الجماعات الإرهابية التي تتكاثر في المنطقة من خلق بؤرة توتر عميقة". و أضاف قائلا "نحن أمام خطر مواجهة +داعش+ جديد في ليبيا. و نحن على يقين بأن أصدقاءنا الإيطاليين على دراية بذلك و نعمل معا في هذا السياق من أجل تسوية الوضع في ليبيا". و استطرد قائلا أن "الإرهاب يهزم بالقوة لكن ذلك يحتاج كذلك إلى عمليات سياسية و مصالحة من أجل ضمان التقارب بين جميع الأطراف و المصالحة فيما بينها كون ذلك السبيل الوحيد لضمان السلم و الامن في ليبيا و المنطقة ككل". و أشار ب"ارتياح" إلى المقاربة الجزائرية في تسوية النزاعات و التي تقوم على الحوار الشامل مذكرا في هذا الشأن باتفاق السلم و المصالحة في مالي الذي بادرت به الجزائر. و قال أيضا "قمنا بنفس المسعى في تونس و نقوم بذلك في ليبيا بالتنسيق مع الحكومة الإيطالية" مؤكدا "إرادة" الجزائر في مواصلة دعوتها جميع الأطراف إلى تحبيذ خيار السلم و الحوار من أجل فض النزاعات و استتباب الأمن. و قال السيد سلال أنه "مسعى يقوم على حل سياسي و حوار من شأنه لم شمل جميع الأطراف (الليبية) تحت إشراف الأممالمتحدة و بدعم من الإتحاد الأوروبي و دول الجوار من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية و تسيير المرحلة الإنتقالية و وضع دستور و التوجه نحو انتخابات حرة" معتبرا أن "الحل بالقوة لن يسوي المشكل في ليبيا".