رافع القادة الأفارقة خلال افتتاح الدورة ال25 لقمة رؤساء دول و حكومات الإتحاد الإفريقي اليوم الأحد بجوهنسبورغ بجنوب إفريقيا من أجل توحيد الجهود لتحقيق السلام والأمن في القارة الإفريقية التي تواجهها العديد من الأزمات. وفي كلمتها الإفتتاحية، أوضحت رئيسة لجنة الإتحاد الإفريقي دلاميني زوما أنه "حان الوقت لإسكات صوت البنادق في بعض المناطق من إفريقيا وتعزيز السلم والأمن حتى تنعم الشعوب الإفريقية بحياة آمنة" مشيرة إلى أن "المجموعات المسلحة تعمل على استغلال الشباب و إيهامهم و هي النقطة التي يجب أن نقف عليها جميعا لمنع حدوثها". وأضافت أنه يجب "توفير فرص العمل للشباب لنقطع الطريق أمام هذه الجماعات من استغلالهم و كذا لنحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تودي بحياة الآلاف في أعماق البحار". وأفادت بأنه يجب "إزالة الحدود التي فرضها المستعمر" بين شعوب القارة مؤكدة بأن المصير المشترك يجب أن يقودنا إلى "إفريقيا كاملة متكاملة ومستقرة". وألحت السيدة زوما في كلمتها على أن تحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا "لا يتأتى إلا من خلال إشراك المرأة و إقحامها في جميع المجالات" التي ظلت حكرا على الرجل لسنوات طويلة وهو ما من شأنه المساهمة في "التعجيل بتكاملنا ووحدتنا". وأشارت المسؤولية الغفريقية ،في سياق متصل، إلى أن إفريقيا ملزمة اليوم للتوجه إلى "الإقتصاد الأزرق" و الذي يتمحور حول استغلال البحار والمحيطات مشددة على "ضرورة استغلال الثروات الطبيعية الإفريقية داخل إفريقيا" من خلال التصنيع و عدم تصديرها خام. كما أكدت أن المرأة و الأطفال هم "المستهدف الأول" في النزاعات و أعمال العنف التي تشهدها بعض أجزاء القارة سيما في ليبيا و بورونديوجنوب السودان والصومال. من جانبه اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن "أمن العالم العربي مرتبط بالأمن في إفريقيا" و على هذا الأساس يجب "بذل المزيد من الجهود "لإنجاح الشراكة الإفريقية العربية". كما عبر العربي عن قلقه من بعض النزاعات التي ما تزال تنخر القارة الإفريقية معربا عن أمله في أن يتمكن الإتحاد الإفريقي من إيجاد حلول لها في أقرب الآجال. وحيا في ذات الإطار "جميع جهود السلام" التي يبذلها الإتحاد الإفريقي في تسوية الأزمات على أراضي القارة السمراء خاصة في الصومالوبوروندي ونيجيريا ومالي وليبيا. وخلال كلمته التي ألقاها باعتباره ضيفا على دورة الإتحاد الإفريقي، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "قضية فلسطين هي قضية الإتحاد الإفريقي أيضا" داعيا جميع دول الإتحاد لمد يد العون إلى فلسطين والوقوف إلى جانبها لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي على أراضيها. وأشار إلى أن "إفريقيا وقفت إلى جانب فلسطين دائما و هي لن تخذلنا اليوم في السعي إلى تحقيق استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف". وأضاف أن فلسطين على أتم الإستعداد للتعاون مع الإتحاد الإفريقي لتعميق إنجازات القارة السمراء و الإستلهام من تجربة بلدانها. ونوه رئيس الإتحاد الإفريقي و رئيس زيمبابوي روبرت موغابي بالوصول إلى توافق بين الأطراف المالية الذي سينتهي بالتوقيع على إتفاق السلم والمصالحة في 20 يونيو الجاري حيث طالب دول الإتحاد على "مساعدة مالي لإعادة إحلال السلام على أراضيها". ودعا ،على صعيد آخر، إلى ضرورة "تحقيق المساواة بين الجنسين و تمكين المرأة الإفريقية باعتبارها أساس التنمية" مشددا على أهمية تخصيص الموارد المادية والبشرية لتنفيذ خطط أجندة 2063. كما ركز على أن القارة الإفريقية "يجب أن تبحث طرق جديدة للنهوض باقتصادها و هذا بداية بوضع حد للهجرة غير الشرعية التي تنخر اقتصاد دول إفريقيا الهش". للإشارة فقد تأخر افتتاح الدورة ال25 للإتحاد الإفريقي و الذي سبقتها جلسة مغلقة لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية بغية الوصول إلى حل توافقي بشأن عدد من المواضيع الشائكة و المتعلقة بالوضع في بوروندي والصراع في جنوب السودان وتشكيل قوات تدخل أفريقي سريع بالإضافة إلى التمويل الذاتي للاتحاد الأفريقي.