احتدمت أعمال العنف و المعارك بين أطراف النزاع في اليمن عشية انتهاء الهدنة الإنسانية المحددة بخمسة أيام بدعوة من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والتي انتهكت بعد ساعات من دخولها حيز التنفيذ منتصف ليل الأحد الماضي بقصف للحوثيين ومعارك بين الأطراف المتناحرة. وكانت قيادة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية أعلنت منتصف مساء الأحد الماضي سريان هدنة انسانية في اليمن لمدة خمسة أيام تنتهي غدا الجمعة لإيصال المساعدات الاغاثية، إلا أن المعارك ما تزال مستمرة بحسب ما نقلته تقارير اعلامية لعدم التزام الحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبد الله صالح بالهدنة. وقد تمكنت المقاومة الشعبية في عدن من تحرير ثلاث مناطق جديدة في شمال عدن من ميليشيات الحوثيين وصالح بصورة كاملة. وقد أكدت مصادر المقاومة أنها تمكنت دخول مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج بعد اشتباكات عنيفة مع الميليشيات بالإضافة إلى السيطرة على عدة مواقع حول قاعدة العند الاستراتيجية في لحج تتحكم فى الطرق الواصلة إلى محافظات تعز وإب وصنعاء وبذلك تكون محافظة لحج هى المحافظة الثانية التى يتم تحريرها بالكامل، إذا تمكنت القوات الموالية للشرعية من تحرير قاعدة العند ومن المتوقع أن يتم في غضون اليومين القادمين بعد محاصرة القاعدة. وفي العاصمة صنعاء عاد شبح التفجيرات مرة أخرى إذ استهدف انفجار بسيارة مفخخة أمس مسجد "الفيض الحاتمي" في منطقة نقم بشرق العاصمة صنعاء وأسفر الانفجار عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين. ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر في تنظيم داعش الإرهابي تبنيه للاعتداء. وهذا الانفجار هو واحد من سلسلة انفجارات مماثلة استهدفت، في الشهرين الأخيرين، مساجد في صنعاء أغلبها لجماعة الحوثي الشيعية، وراح ضحية تلك التفجيرات العشرات من القتلى والجرحى في الوقت الذي لم يثبت فيه تورط أي جهة في هذه الحوادث. وقد تبنى تنظيم داعش التفجيرات التي وقعت خلال الفترة الماضية. ومن ناحية ثانية، لقي ما لا يقل عن عشرين مسلحا مصرعهم في مواجهات ضارية تدور في محافظة مأرب النفطية في شرق البلاد، بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة، والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح، من جهة أخرى. مشروع لتدريب المقاومة الشعبية بعد دمجها مع الجيش الوطني وبعد عملية دمج عناصر المقاومة الشعبية اليمنية مع الجيش الوطني التابع للشرعية اليمنية أعلنت قوات التحالف العربي سعيها إلى تدريب تلك العناصر تدريبا تصاعديا على العمليات العسكرية. وفي هذا الإطار قال الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، العميد ركن طيار أحمد عسيري، في تصريحات لصحيفة "الرياض" السعودية بثتها على موقعها الإلكتروني أمس إن "التدريب الذي سيشمل المدنيين من المقاومة الشعبية شبيه بالتدريب الذي شمل الجيش النظامي الموالي للشرعية وستقوم به قوات التحالف جميعها". وأضاف أن هذا الدمج هو تنظيم إيجابي ترحب به قوات التحالف حيث أنه من الأمور الرئيسية في العمل العسكري وجود وحدة قيادة تعمل على ترشيد وتوجيه عمل المقاومة مع الجيش اليمني وأن يكون هناك وحدة قيادة وتعمل بإمرة قيادة واحدة. وأشار إلى أن دول التحالف تعمل جاهدة على دعم جيش المقاومة لوجستيا بكافة أشكاله كمواد تموينية وأسلحة وتأمين احتياجات القوات المقاتلة من الأسلحة وقطع الغيار، مشيرا إلى أن الدعم يشمل الدعم اللوجستي بمفهومه الشامل. من جانبه كشف الناطق الإعلامي باسم وزارة الدفاع اليمنية، علي البكالي، ل"الرياض" أن "دمج المقاومة الشعبية مع الجيش الموالي ماهو إلا نواة لجيش وطني جديد وتوحيد جبهة المقاومة بشكل عام تحت إطار الجيش الوطني بحيث تصبح قيادات الجيش هي من تدير المعارك في كل جبهات المقاومة وهذا سيؤثر بشكل إيجابي على أداء المقاومة بشكل عام وعلى وحدات الجيش". رسالة من بان كي مون إلى العربي حول عناصر الحل السياسي في اليمن وفي إطار المساعي الدبلوماسي لإيجاد حل للأزمة اليمنية، نقل إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اليمن رسالة إلى الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، تتضمن عددا من الأفكار والمقترحات لإيجاد مخرج للأزمة الحالية في اليمن بحثا عن حل سياسي لها. وقال ولد الشيخ أحمد في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الخميس مع الأمين العام للجامعة العربية "إن هناك تطابقا في وجهات النظر بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة اليمنية"، مضيفا أنه "لا يوجد حل لهذه الأزمة إلا الحل السياسي ونتشارك بالرأى بين الأمين العام للجامعة العربية والأممالمتحدة في هذا الشأن". وكشف ولد الشيخ أحمد النقاب عن أهم النقاط التي عرضها على الجامعة العربية بشأن الحل السياسي في اليمن ومنها إرسال مراقبين تحت مظلة الأممالمتحدة، قائلا "نرى أنهم مستقبلا يمكن أن يكونوا مساعدين على التوصل إلى الحل السياسي ونرى أنه لن يحدث ذلك إلا بالتنسيق مع الجامعة العربية ولكن هناك نقاطا مختلفة نتحدث عنها وهناك تطابق كبير في الأراء". وحول النقاط التي طرحها على الأمين العام للجامعة العربية، قال ولد الشيخ أحمد إنه بعد اجتماع جنيف كان هناك نواحي مختلفة إيجابية وتم بلورة بعض الأفكار التي يمكن أن نحصل من خلالها على الحل السياسي ومنها "تطبيق القرار 2016 فيما يتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار وليس فقط هدنة وكذلك إرسال مراقبين على الأرض وتوصيل المساعدات الإنسانية والرجوع إلى العملية السياسية السلمية في اليمن والتي ترتكز على ثلاث ركائز أساسية وهي المبادرة الخليجية والحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن.