تعرض الفنانة الجزائرية صليحة خليفي ابتداءا من أمس الاثنين زهاء ثلاثين لوحة فنية بالمكتبة البلدية لمدينة آلكلا دي هينارس بمدريد. سيتواصل المعرض الذي نظم من طرف سفارة الجزائر باسبانيا و مدينة آلكلا دي هينارس إلى غاية يوم 27 فبراير. من مواليد بجاية نجحت الفنانة التي تبلغ من العمر 64 سنة في خلق تقنية خاصة. و أوضحت لوأج أن هذه التقنية تتمثل في "المزج بين حروف عربية و لاتينية تنتهي بشعلة ترمز إلى معاناة الإنسانية على الصعيد العالمي مثل الحروب و المجاعة و الفقر و الكوارث الايكولوجية علاوة على أمراض العصر". وقالت صليحة خليفي التي وقعت إلى حد الآن 1200 لوحة فنية أنها أنجزت أعمالها ل"بعث القيم النبيلة لاسيما السلم و الحرية و الحوار البناء و التسامح و الأمل التي تعد دعائم لكل الحضارات". وترمز اللوحات المقدمة للجمهور الاسباني التي طغى عليها الأخضر و الأزرق و الوردي إلى السكينة والطمأنينة و الأمل و تحمل كل واحدة منها عنوان يكتسي طابعا إنسانيا عالميا مثل الحنان و العمل و السخاء و العدالة والحرية وغيرها من القيم التي أرادت الفنانة مرافقتها بالكلمات الحكيمة نابعة من خيالها. و استلهمت صليحة خليفي أعمالها الفنية من الموسيقى الجزائرية والإفريقية و الكلاسيكية العالمية على غرار الأمثال الشعبية وغيرها. و على هامش تدشين المعرض نشطت الفنانة محاضرة أكدت فيها أن "القيم الإنسانية العالمية تعد ركائز كل مجتمعات العالم". و أوضحت تقول في هذا الصدد "كوني فنانة و مربية كتبت ألغازا تربوية و رسمت حلولها بهدف الوصل بين الحروف والألوان والملاحظات والأفكار" معربة عن أملها في أن "تجد شعوب العالم السعادة والاستقرار والحرية". بدأت صليحة خليفي حياتها المهنية كأستاذة في اللغة العربية قبل أن تباشر سنة 1987 مشوارها في الفنون التشكيلية لتجوب منذ ذلك العالم لعرض أعمالها الفنية التي تدعو من خلالها -كما قالت- إلى "العودة إلى القيم النبيلة". و في هذا الإطار عرضت أعمالها في فرنسا لاسيما بالمركز الثقافي الجزائري و معهد العالم العربي و في مدن فرنسية أخرى. كما شاركت الفنانة في أيام العالم العربي في براغ سنة 2005 و في بلدان أخرى مثل السعودية و تونس و المركز الثقافي الجزائري بمونريال (كندا). و تحصلت صليحة خليفي خلال مشوارها الفني على عدة جوائز منها جائزة "علي معاشي" لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2012 و جوائز شرفية من وزارة التربية الوطنية سنتي 2014 و 2015.