اعتبر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي بالنيابة أحمد أويحيي، اليوم السبت، "الاستغلال الدنيء" لصورة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "مناورة مدبرة و منسقة في باريس و الجزائر"، مشددا على أن الشعب الجزائري متمسك أكثر من أي وقت مضى بقائده. و خلال افتتاحه لأشغال المؤتمر الجهوي التحضيري للمؤتمر الاستثنائي للحزب، أكد السيد أويحيي أن الاستغلال "الدنيء" لصورة الرئيس بوتفليقة أثناء استقباله للوزير الأول الفرنسي إيمانويل فالس يعد "حلقة جديدة في مسلسل المساس بالجزائر" و ''مناورة'' تحاك بباريس و الجزائر. و ذكر بأنه يوجد في فرنسا حقودين "لم يقتنعوا بعد بأن الجزائر الخاضعة للوصاية الأبوية قد زالت منذ أكثر من نصف قرن"، متوجها إلى هؤلاء بالقول "إذا أرادت فرنسا بناء شراكة متميزة (مع الجزائر) فهناك ثلاث قواعد يتعين العمل بها : الاحترام المتبادل و المصالح المتكاملة و خدمة مصلحة الشعبين". و أضاف بذات النبرة : "هذه الجماعة لم تهضم أيضا أننا نختلف مع بلادهم في الدفاع عن مصالحنا الجهوية و ندد بالمساس برموزنا الوطنية و على رأسها رئيس الجمهورية و بأننا و لمجموعة من الأسباب قد لا نمنح بعض الصفقات الاقتصادية". وسجل السيد أويحيي أسفه الشديد لوجود "حقودين" بالجزائر محسوبين على جزء من المعارضة "عملوا على إتمام هذه المؤامرة"، عبر التواصل مع الحقودين على الجزائر في الخارج لنقل رسائلهم هنا بالجزائر، ليؤكد على أن هذه "الأبواق المحلية" توجد في "عزلة تامة" عن الشعب الجزائري و "لا تزال حبيسة صالوناتها و بعض مواقع شبكة الأنترنيت" و أعرب في هذا الإطار عن تنديد التجمع بهذا العمل "الشنيع" و كذا بتصرف بعض وسائل الإعلام الفرنسية التي سارت على خطاهم، "و كأننا لم نشاهد نحن صورة بعض المسؤولين السامين الفرنسيين حتى و هم يتمتعون بكامل صحتهم يستسلمون للنوم العميق خلال نشاطات رسمية"، يقول السيد أويحيي. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ذكر السيد أويحيي قناة "إيستوار (تاريخ)" المسيرة من طرف باتريك بويسون الذي كان مستشارا لساركوزي و رئيس تحرير في السبعينات لصحيفة كانت تعتبر مثالا في ممارسة العنصرية ضد الجزائريين، مشيرا إلى أن هذه القناة ما فتئت تبث و منذ 15 يوما متتالية حلقات تمجد تاريخ الأقدام السوداء و الحركى. وإزاء ذلك، لفت إلى أنه "حتى و إن كانت الوعكة الصحية التي أصابت الرئيس بوتفليقة قد قلصت من قدراته البدينة إلا أنها عززت في نفس الوقت تضامن شعبنا والتفافه القوي" حوله، و هو ما يمكن لمسه في عمق الجزائر و أحياء مدنها. كما شدد في ذات السياق على أن الرئيس بوتفليقة المنتخب من طرف الشعب "سيكمل عهدته كاملة غير منقوصة". و إن أقر السيد أويحيي بوجود مشاكل و اختلالات في الجزائر،على غرار جميع البلدان، إلا أن ذلك لا يعني --كما قال-- "تبني خطب هدامة بعيدة كل البعد عن القضايا الوطنية و لا تجد لها أي صدى يذكر في أوساط المجتمع"، فالجزائر "بحاجة اليوم إلى تنويع في الرؤى و الاقتراحات بإشراك المعارضة". وعلى صعيد ذي صلة، حذر الأمين العام للتجمع بالنيابة من محاولة لوبي المال التحكم في وسائل الإعلام، حيث قال "البعض يريد احتكار الإعلام و لو تم فتح ملفاتهم لغرقوا في البحر"، مشيرا إلى تموقع من أسماهم ب"العملاء" بأربع جرائد.