أكد مشاركون في الملتقى الدولي حول "سرفانتس والجزائر" المنتظم ابتداءا من يوم الثلاثاء بجامعة "أبو بكر بلقايد " لتلمسان أن تأثير الجزائر على الكاتب الاسباني الشهير ميغيل سرفانتس (1547-1616) يبرز جليا في أعماله الأدبية. وحاول المشاركون من أساتذة وباحثين من الجزائر وإسبانيا وفرنسا خلال هذا اللقاء البحث عن أسباب هذا التأثر وإبراز ملامحه في بعض الروايات التي ألفها سرفانتس عند إقامته بالجزائر مع التطرق إلى مميزات العلاقات بين الجزائر وإسبانيا في القرن السادس عشر أي في الحقبة التي عايشها صاحب الرواية الشهيرة "دون كيشوط ذي لامنشا"وكذا التعرض إلى الوثائق الأرشيفية التي تشهد على تلك الفترة. كما تطرق المتدخلون خلال اللقاء إلى الفترة التي قضاها هذا الكاتب الإسباني بالجزائر كأسير لمدة خمس سنوات (بين 1575 و1580) بعد أن ألقي القبض عليه من طرف الأسطول الجزائري مع محاولة إبراز تأثير هذه الإقامة في أعماله الأدبية خصوصا في روايته الشهيرة "دون كيشوط" التي يصف فيها في سبعة فصول ظروف حبسه بالجزائر ومحاولاته الأربعة الفاشلة للفرار. وأوضح عميد كلية الأدب واللغات لجامعة تلمسان كروم بومدين أن هذا الملتقى الذي يندرج في إطار إحياء الذكرى المئوية الرابعة لوفاة ميغيل سرفانتس يهدف إلى جمع المهتمين بالأدب الأندلسي وتاريخ المورسكيين لتعميق الرؤية حول الحقبة التي عايشها سرفانتس مع تحفيز الطلبة الباحثين لإقامة بحوث علمية معمقة حول هذه الفترة الغنية في مجالات التأثير والتأثر بين الجانبين. أما سفير إسبانيا في الجزائر أليخندرو بولانكو ماطا الذي حضر جانبا من الملتقى فقد ثمن هذه التظاهرة العلمية التي تخلد ذكرى أحد عمالقة الأدب الاسباني وتجري أشغالها بالتوازي مع مختلف التظاهرات التي تعقد بإسبانيا و الجزائر مبرزا العلاقة المتينة التي تجمع البلدين عبر التاريخ بصفة عامة و مكانة حاضرة تلمسان عاصمة الزيانيين في التراث الإسباني الأندلسي بصفة خاصة. كما أشار السفير إلى الجهود التي تبذل حاليا من طرف البلدين لتعميق التعاون الثقافي وتثمين التراث الإسباني الجزائري المشترك مذكرا بأن 42.000 تلميذ يتعلمون حاليا اللغة الإسبانية على يد 700 أستاذ متخصص مؤكدا "إننا نسعى لتعميق هذه الجهود مع الوزارة المعنية". ويوجد بالجزائر معهدين باسم "سرفاتس" أحدهما بالجزائر العاصمة يعد الأكبر على المستوى المغاربي من حيث النشاطات وحجم المكتبة التي يزخر بها والمزودة بشبكة عصرية لعرض الكتب حسب ذات السفير الذي أكد أن المعهدين يعدان في المجموع أكثر من 45 ألف منخرط. وينتظم هذا اللقاء على مدار يومين من طرف كلية الأدب واللغات الأجنبية شعبة الإسبانية بالتنسيق مع مركز الدراسات الأندلسية و معهد سرفانتس لمدينة وهران ومخبر الدراسات الأدبية واللغوية الأندلسية لجامعة تلمسان.