أسدل الستار مساء اليوم الخميس على امتحانات شهادة البكالوريا لدورة 2016، على وقع حدوث تسريبات لعدد من المواضيع على شبكة التواصل الاجتماعي، مما دفع بالسلطات المختصة إلى الإعلان عن فتح تحقيقات لكشف هوية من يقفون وراء ذلك. فبين تفنيد الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول إلغاء امتحانات البكالوريا لهذه الطبعة، و طمأنة وزارة التربية للمترشحين والرأي العام بأنه و في حالة ظهور أي مؤشر يمس بمصداقية هذا الإمتحان فإنها ستقوم بفتح التحقيقات اللازمة لكشف المتسببين ومتابعتهم، يبقى المترشحون وأولياؤهم في انتظار آخر القرارات التي سيتم اتخاذها إزاء هذا الوضع. و في هذا الإطار، تجتمع الوزارة الوصية في هذه الساعة بممثلي أولياء التلاميذ و شركائها الاجتماعيين للبت في هذه المسألة التي تعني أزيد من 818.518 مترشح، مع تقديم تقييم أولي لهذه الامتحانات، حيث كانت قد أكدت في بيان صدر عنها أمس الأربعاء بأنها "تلتزم بضمان حق كل المترشحين في تكافؤ فرص النجاح لهم". و من جهته، أعلن وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، أن وكلاء الجمهورية على مستوى عدة ولايات من الوطن قد أصدروا أوامر للضبطية القضائية للدرك الوطني بمباشرة التحقيق في الوقائع المتعلقة بتسريب مواضيع امتحان شهادة البكالوريا. و أكد الوزير في هذا الصدد بأن نتائج هذه التحقيقيات ستعرض على القضاء وفقا للإجراءات القانونية"، مشيرا الى أن التشريع الوطني "واضح" بخصوص معاقبة مرتكبي الجرائم الإلكترونية. و تشير آخر المعطيات إلى أن مصالح الأمن قد تمكنت من تحديد هوية 31 شخصا متهما بتسريب المواضيع عن طريق عناوين (ي-بي) بروتوكول الأنترنيت مع توقيف سيدة يشتبه في أنها قد تكون مصدر تسريب مواضيع التاريخ والجغرافيا. و تجاه ما حدث، شددت جمعيات أولياء التلاميذ على ضرورة الكشف عن المتورطين في هذه التسريبات و تسليط أشد العقوبات في حقهم. و في نفس الاتجاه، ذهبت نقابات قطاع التربية التي اتفقت على ضرورة تشديد العقوبات على المتسببين في تسريب مواضيع البكالوريا، فيما اختلفت آراءها حول اعادة إجراء الإمتحان في المواد التي شهدت تسريب مواضيعها في عدة شعب لا سيما علوم الطبيعة و الحياة و هو ما اعتبرته بعضها ""مؤامرة" تهدف إلى ضرب مصداقية هذا الإمتحان المصيري. أما في أوساط المترشحين، فقد أثارت الأنباء التي تم تناقلها منذ اليوم الأول من الامتحانات حول وجود أسئلة مسربة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تذمرا و إستنكارا لديهم، حيث منعتهم من التركيز، حسب ما أجمع عليه أغلبية الطلبة الذين تم استجوابهم .