أعلن رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي, سعيد عياشي, يوم الأحد, عن مشاركة 100 أجنبي يمثلون 53 دولة في الطبعة السادسة للندوة الدولية حول "حق الشعوب في المقاومة" المقرر تنظيمها بالجزائر يومي 30 و31 مارس الجاري, والتي تسلط الضوء على مقاومة الشعب الصحراوي, كاشفا عن مشاركة متميزة من الدول العربية, مما يعكس نمو الاهتمام العربي بالقضية الصحراوية. وقال السيد عياشي -خلال تنشيطه ندوة صحفية للإعلان عن البرنامج العام والتحضيرات الخاصة بالندوة الدولية السادسة, بمقر المركز الاعلامي الصحراوي بالجزائر العاصمة, بالتنسيق مع السفارة الصحراوية, إن الندوة الدولية التي جاءت تحت عنوان "حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي", ستعرف مشاركة 100 أجنبي من سياسيين وإعلاميين وجامعيين ومجتمع مدني يمثلون 53 دولة من أوربا, إفريقيا, أمريكا اللاتينية والعالم العربي, وستمثل منبرا للتضامن مع الشعب الصحراوي ودعم كفاحه من أجل التحرر, والتأكيد على حقه في تقرير مصيره". وتهدف الندوة الدولية التي يشرف عليها الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو, ابراهيم غالي- حسب رئيس اللجنة- لتأكيد الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في مقاومة الاحتلال غير الشرعي لبلاده من قبل المغرب, وتقديم رؤية واضحة عن المناورات الاجرامية المتعلقة بملف الصحراء الغربية, إلى جانب التنديد بالانتهاكات الممنهجة لحقوق الانسان من قبل النظام المغربي, وهي انتهاكات "أثبتتها العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية (امنيستي انترناسيونال, فرونلاين, هيومن رايتس واتش, مؤسسة روبرت كندي...), والنهب المنظم للموارد الطبيعية الصحراوية. كما تهدف الندوة أيضا إلى مطالبة الأممالمتحدة ب"التنفيذ السريع لتوصياتها (عبر مجلس الأمن) التي تدعو كلها لإجراء استفتاء شفاف ونزيه لتقرير المصير تحت إشراف الأممالمتحدة", ومطالبة المجتمع الدولي بمساعدة إنسانية متعددة الجوانب للاجئين الصحراويين, وكسر الحصار الإعلامي المفروض من قبل الاحتلال المغربي على الصحراويين في الأراضي المحتلة بإثارة اهتمام الاعلام الغربي, مع ضمان مزيد من الوضوح السياسي ومزيد من الصدى الاعلامي للقضية الصحراوية- يضيف رئيس اللجنة-. وأكد السيد عياشي, أن حق الشعوب في التمتع بسيادتها "حق غير قابل للتصرف ومعترف به من قبل المجتمع الدولي", القرار 1514 المتبنى من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 ديسمبر 1960, والذي وجد ترجمة فعلية لدى الكثير من البلدان الإفريقية المستعمرة سابقا, ولابد أن يطبق على الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا. كما ندد السيد عياشي بتطاول المغرب على الشرعية الدولية التي توصي, باستمرار, بضرورة اختيار الشعب الصحراوي لمصيره بحرية عبر استفتاء حر وشفاف تحت رعاية الأممالمتحدة, مستنكرا كون قرارات الأممالمتحدة "لم تعرف طريقا للتنفيذ ميدانيا بسبب المناورات التسويقية للنظام المغربي المدعوم ضمنيا من قبل الحكومتين الفرنسية والإسبانية". وفي هذا الإطار, قال رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي: "أصبحنا نرى انحرافا خطيرا لبعض القوى في تعاملها مع تطبيق مقررات الأممالمتحدة ومجلس الأمن, بينما جميع ندوات التضامن الدولي تعبئة واسعة من أجل انتصار حق الشعب الصحراوي في الاستقلال والحرية". - شهادات حية في برنامج الندوة و شبكات تضامن مع الشعب الصحراوي ومن المقرر أن تتخلل الندوة الدولية, شهادات لنشطاء حقوقيين صحراويين قادمين من الأراضي المحتلة على رأسهم أميناتو حيدر, ومداخلات من قبل سياسيين وأكاديميين, وتنتهي ببيان ختامي يؤكد مساندة الشعب الصحراوي في حقه بتقرير المصير, ويدين النهب الهمجي لثرواته وخروقات النظام المغربي لحقوق الإنسان في تعامله مع الصحراويين, كما يدعم جهود المبعوث الأممي, هورست كوهلر وجهوده لاستئناف المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب. وسيتم على الهامش لقاء بين البرلمانيين من دول العالم لإنشاء شبكة برلمانيين للتضامن مع الشعب الصحراوي وكذلك بالنسبة للإعلاميين, حيث أوضح السيد عياشي, أن "المغرب يدفع بالقضية الصحراوية إلى النسيان وعلينا أن ندفع بها إلى السطح من خلال التنسيق والعمل المستمر". قال رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي, سعيد عياشي, إن المغرب "حرص على تسويق خطاب مزيف ومغلوط عن القضية الصحراوية على المستوى العربي", ولهذا لم تلعب الدول العربية الدور الكافي في دعم القضية الصحراوية, مشيرا إلى مشاركة عربية متميزة خلال الندوة الدولية من مصر, لبنان, سوريا, الأردن, وغالبا الكويت والسعودية, مما يؤكد وجود بوادر تحول للموقف العربي من القضية. وكشف أن اللجنة, نظمت 3 ندوات حول القضية الصحراوية خلال 3 سنوات على التوالي في العاصمة اللبنانيةبيروت, جمعت سياسيين ومثقفين وشباب, وتمكنت من إيصال صوت الصحراويين إلى العرب, وينعكس ذلك في مشاركة جمعيات من المجتمع المدني, شخصيات قانونية وقضاة على أعلى مستوى في الندوة الدولية, كما أعلن عن لقاء هام سيجمع القضاة العرب قريبا في الجزائر أو عمان في هذا الإطار. و على صعيد آخر, أكد السيد عياشي, أن حل النزاع في الصحراء الغربية, يختصر في استفتاء تقرير المصير, منددا بموقف فرنسا الداعم للاحتلال المغربي, وتعتيم وسائل الإعلام الفرنسية للحقيقة, وهو ما يقف -حسبه- حاجزا أمام تمكين الشعب الصحراوي من الحرية والاستقلال. وفي السياق ذاته, أشاد بجهود المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية , هورست كوهلر, آملا في أن يحقق ما فشل فيه سابقوه ويتمكن من مواجهة "دعم فرنسا ومراوغات المغرب"و ويكشف السياسية الحقيقية للاحتلال المغربي.