يشهد الوضع الامني في ليبيا ترديا غير مسبوق في أعقاب الاشتباكات المتواصلة غرب البلاد قرب محيط العاصمة طرابلس، فيما توالت دعوات اقليمية و دولية الى وقف التصعيد العسكري و تغليب لغة الحوار، بما يضمن استقرار البلد ووحدة اراضيه. و أكد قائد "الجيش الوطني الليبي" المشير خليفة حفتر خلال لقاء عقده اليوم مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن عملية طرابلس "ستستمر حتى القضاء على الجماعات المسلحة" في المدينة. وأعرب غوتيريس، عن قلقه "العميق" ازاء الوضع في البلاد، معربا عن امله بتفادي "مواجهة دامية" في طرابلس، مجددا التأكيد على انه "لا يوجد حل عسكري، فالحوار الليبي هو وحده الذي يستطيع حل المشكلات الليبية". و كان الامين الاممي قد عقد خلال اليومين الماضيين لقاءين مع كل من رئيس المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج في طرابلس، ورئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح عيسى، في طبرق،على خلفية تصعيد التوتر في ليبيا، مع انطلاق عملية "تحرير طرابلس" التي اطلقها المشير خليفة حفتر للسيطرة على عاصمة البلاد، تحت غطاء مكافحة الارهاب. وفي ظل هذه التطورات، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مساء الجمعة، بناء على طلب من المانيا لبحث التطورات في هذه البلاد الغنية بالنفط، وذلك وسط دعوات دولية إلى ضبط النفس ومنع اندلاع مواجهة عسكرية حادة. وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي- في بيان أوردته وكالة أنباء (ا كي) الإيطالية اليوم - إنه يتابع باهتمام وقلق تطورات الأحداث في ليبيا، مشدد ا على أن الاستقرار في ليبيا يظل هدفا أساسيا تسعى إليه إيطاليا منذ فترة طويلة لأن الجمود السياسي الذي تعيشه ليبيا مستمر منذ مدة طويلة. من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبية محمد السيالة، موقف روسيا الداعم لوحدة وسلامة الأراضي الليبية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية- في بيان أوردته وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية- أن "الجانب الروسي أكد من جديد الموقف المبدئي الذي لم يتغير تجاه دعم وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وسيادتها وإقامة حوار بين الليبيين من خلال الدور التنسيقي للمبعوث الأممي الخاص في ليبيا". و جدد الاتحاد الأوروبي تأكيده، أنه لا يمكن أن يكون هناك "حل عسكري للأزمة الليبية"، وعبر عن دعمه الكامل لجهود الوساطة التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، بما في ذلك الاجتماع الاخير في ابوظبي.