تأتي الثروة الغابية بولاية باتنة في المرتبة الأولى وطنيا من حيث المساحة ب327 ألف و 180 هكتار وهي تشكل لأهميتها وثرائها محط عناية وجهود حثيثة من طرف السلطات المحلية والوصاية في السنوات الأخيرة لحمايتها من خطر الحرائق. و باحتواء ولاية باتنة على أكبر مساحة غابية وطنيا, تشكل هذه المساحة مع تلك المتواجدة بولايات خنشلة وأم البواقي وبسكرة (أي منطقة الأوراس ) حوالي ربع المساحة الغابية الوطنية و من ثمة تكتسي حمايتها اهتماما وطنيا. و تستمد غابات باتنة التي تشكل نسبة 27 بالمائة من إجمالي مساحة الولاية تميزها من احتوائها على كميات معتبرة من الأرز الأطلسي والعرعار البخوري الذي تنفرد به على المستوى الوطني, إلى جانب الصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر والدردار وكذا صنفين آخرين من العرعار وأنواع أخرى متنوعة, حسب ما أوضحه لوأج رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات محليا وليد بلادهان. "و سمحت هذه المبادرة بتحقيق أفضل سرعة في التدخل في حالات الحرائق و المساهمة في تجسيد مقاربة تشاركية لحماية هذه الثروة الواسعة من خلال الاتصال الدائم مع السكان", حسب ما تم تأكيده بمحافظة الغابات. و في 2017 قررت محافظة الغابات بباتنة إنشاء فرقة مشتركة بين مصالح الغابات والحماية المدنية والدرك الوطني من أجل تضافر و تعزيز الجهود لحماية ذات الغابة من الحرائق وكذا الصيد العشوائي للغزال الموجود بها و القطع غير الشرعي لأشجار الصنوبر الحلبي وتهريبه, حسب ما أردفه السيد بلادهان. و استنادا لمدير المدرسة الوطنية للغابات السيد عثمان بريكي, فإن إنشاء هذه المؤسسة بعاصمة الأوراس يعد "مؤشرا قويا" آخرا ضمن إستراتيجية المحافظة على الثروة الغابية. و كشف ذات المسؤول بأن "المدرسة تحتضن دورات تكوينية لموظفي قطاع الغابات و باقي القطاعات ذات الصلة به حول مختلف المواضيع المتعلقة بمكافحة حرائق الغابات و حماية هذه الثروة." و أردف بأنه "الحظيرة الوطنية لبلزمة استفادت خلال هذه السنة من مشروع ممول من طرف الإتحاد الأوروبي لإنجاز مرصد و شبكة لمراقبة ومتابعة التنوع البيولوجي وكذا متحف للعلوم الطبيعية و هي المشاريع التي ستساهم في الحفاظ على هذه الثروة الغابية الفريدة بمنطقة الاوراس".