قالت الرئاسة الفلسطينية يوم الأربعاء أن مواقف الولاياتالمتحدةالأمريكية, من القدس والمستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة, تعد من أكبر "جرائم العصر", حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة, قوله أن واشنطن "ترتكب خطأ تاريخيا من خلال إتباعها سياسة استعمارية بموقفها من القدس والمستوطنات, وهي تشكل بذلك أكبر جرائم العصر, الأمر الذي جعل قوى إقليمية تفقد دورها المهم في مجريات الأحداث".وحذر المسؤول الفلسطيني من أن "استمرار هذه الأخطاء سيؤدي إلى استمرار احتراق المنطقة بأسرها, جراء هذه السياسة الأمريكية الفاشلة في المجالات كافة ولن ينجو منه أحد". كما أشار إلى أن "المعركة الأساسية التي يخوضها الشعب الفلسطيني وقيادته, هي الحفاظ على الوجود الفلسطيني وهوية مدينة القدس كمدينة فلسطينية عربية على الأرض". وأكد أبو ردينة أن "الحل الذي يرضي الشعب الفلسطيني هو الكفيل بإنهاء الحرائق المدمرة الموجودة, لذلك على الإدارة الأميركية مراجعة مواقفها الخاطئة, لأن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه مهما كانت الصعاب". واستطرد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية قائلا, "إن شعبنا قادر على إفشال المؤامرة تماما كما أفشلها بالسابق, وإن الدولة الفلسطينية المستقلة ستقام عاجلا أم أجل, والقدس بمقدساتها وهويتها وإرثها ستكون السد والدرع الحامي للمشروع الوطني الفلسطيني". وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو, قد أعلن أول أمس الاثنين, أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية التي احتلها إسرائيل العام 1967 "غير متسقة مع القانون الدولي" في تراجع عن رأي قانوني صدر عن الخارجية الأمريكية في العام 1978, يقضي بأن المستوطنات في الأراضي المحتلة "لا تتوافق مع القانون الدولي". ولطالما شكل ملف الاستيطان العقبة الأساسية أمام محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية, وبالرغم من أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 لعام 2016 نص على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وطالب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية, وكذا عدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967, غير أن ذلك لم يمنع الاحتلال الإسرائيلي من المضي في سياسته الاستيطانية التوسعية وإعلانه عن بناء آلاف الوحدات السكنية منذ ذلك الوقت. ويقيم نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.