قال استاذ تسوية النزاعات الدولية و عضو لجنة خبراء الاممالمتحدة سابقا، المغربي محمد الشرقاوي، إن "افراط المغرب في الاستقواء بوعود ترامب و نتنياهو وضعته في عزلة وانتقادات متوالية"، مؤكدا أن "صفقة التطبيع مقابل الاعتراف التي ابرمها المغرب مع ادرة ترامب و الكيان الصهيوني لم يتحقق منها شيء ملموس يعزز موقع المملكة في الاممالمتحدة و الاتحاد الافريقي". واوضح الخبير المغربي, في مساهمة له على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي " فايسبوك", تحت عنوان "هل كان الاحتماء بوعود ترامب أصل اللعنة على المغرب؟, أن هناك مؤشرات مهمة تعكس افراط المغرب في منطق الاستقواء بوعود ترامب ونتنياهو, ولكنه, يقول "منطق غير واقعي وغير مجد" بل أصبح المغرب, يضيف, "في دائرة عزلة وانتقادات متوالية". واشار الاكاديمي المغربي, الى أنه انتقد أكثر من مرة التوجه الجديد في السياسة الخارجية المغربية في الأشهر الستة الماضية بعد سوء تقدير الرباط لحقيقة الصفقة مع الرئيس الامريكي السابق ترامب, ونتنياهو بشأن "التطبيع مقابل الاعتراف" بالسيادة الوهمية للمغرب على الصحراء الغربية, مبرزا انه "لم يتحقق من كليهما رصيد ملموس يعزز وضع المغرب في الأممالمتحدة أو الاتحاد الأفريقي, بل أثار عليه انتقادات بشأن رئاسة القدس ودورها المفترض عندما يتهجم الكيان الصهيوني على المسجد الأقصى والأحياء العربية في القدس". ولفت عضو لجنة خبراء الاممالمتحدة سابقا, الى أن لعنة الاحتماء بترامب تتمدد اليوم في تجليات جديدة بسبب الاعتداد الحماسي غير الاستراتيجي بأن المغرب أصبح "قوة إقليمية مؤثرة", لكن واقع الحال يقول إنه "بدلا من خلق شراكات وتحالفات جديدة تمنحه دورا إقليميا ودوليا بناء على فرضية القوة الجديدة غاب العقل الاستراتيجي, وأصبحت وزارة خارجية الرباط تراهن على التصعيد في أزمات متفاقمة مع ألمانيا وإسبانيا ناهيك عن تراجع العلاقات مع موريتانيا وتونس وبلجيكا وهولندا". وحتى في فرنسا حليفته التاريخية, يضيف, "تتريث أكثر من أي وقت سابق في موازنة علاقاتها ومصالحها مع المغرب ومع الجزائر يزداد القلق من الوجهة التي تتخذها الدبلوماسية المغربية وبإجراءات غير دبلوماسية كما هو الحال عند الإنزال الجماهيري على ساحل سبتة", في اشارة الى تدفق الالاف من المغاربة, بينهم قصر على مدينة سبتة. ويرى الخبير المغربي, أنه "لا غرابة إذا تحوّلت مناورة سبتة إلى حدث إقليمي يغذي القومية الأوروبية تلتفّ حول مناصرة إسبانيا .. والتشبع بانشطارية "نحن", كناية عن الهوية الأوروبية المتجانسة بين مكوناتها, و"الآخر" الذي يشمل تصنيف المغرب على خلاف الصورة الإيجابية التي كانت تعتبره "الشريك" أو "الحليف" جنوب البحر المتوسط". ويستدل الشرقاوي في هذا الاطار بمقال صحيفة "لوموند" الفرنسية, التي تضمنت افتتاحيتها, نقدا مباشرا للرباط, حيث قالت فيه, إن "الوقت قد حان لكي يقول الأوروبيون للسلطة في المغرب إن رصيدها المعنوي في الخارج قد بدأ ينهار, وأن الدفاع عن مصالحها المشروعة لا ينبغي أن يعفيها من معاملة شعبها وجيرانها معاملة لائقة". كما ذكّر بافتتاحية صحيفة "الواشنطن بوست" في الثلاثين ابريل, و التي قالت, إن "واحدة من أكثر مشاكل السياسة الخارجية حرجًا التي ورثتها حكومة بايدن هي الاعتراف المتهور للرئيس ترامب في ديسمبر الماضي بمطالبة المغرب بإقليم الصحراء الغربية. وعكست هذه الخطوة السياسة الأمريكية طويلة الأمد ووضعت واشنطن على خلاف مع الحلفاء الأوروبيين والدول الأفريقية وقرارات الأممالمتحدة. فلم يتصرف السيد ترامب بناءً على مزايا القضية ولكن كجزء من صفقة لحث المغرب على تحسين علاقاته مع الكيان الصهيوني. و كل هذه المؤشرات المهمة تعكس, يقول الشرقاوي, افراط المغرب في منطق الاستقواء بوعود ترامب ونتنياهو.., خاصة "إذا اختزلت افتتاحية لوموند ما يروج في باريس", مشيرا الى أنه "يمكن للمرء أن يتخيل المرء أن سمعة المغرب وسمعته ليست أفضل حالا في نظر عواصم أخرى, ناهيك عن برلين ومدريد وواشنطن.