اعتبر الأستاذ الجامعي و الاعلامي أحمد حمدي يوم الثلاثاء في مداخلة حول "الثورة الجزائرية و الاعلام" نظمت بقصر الثقافة مفدي زكريا، أن "موضوع الاعلام ابان الثورة طويل و شائك و بالرغم من الدراسات الجزائرية و الأجنبية التي تناولته الا أنه يبقى في حاجة الى مزيد من التأمل و البحث". و اعتبر المتحدث هذه العلاقة بين الثورة والإعلام زادت اهمية مع شرارة اول نوفمبر مؤكدا في هذا السياق ان بيان اول نوفمبر في حد ذاته "عمل اعلامي" لانه نداء لاعلام الشعب بقيام الثورة، و اضاف ان البيان في صياغته و رسالته و ابعاده يبقى مثل المقالات الصحفية اداة اعلامية موجه للمتلقي ليكون في صلب الحدث. وقال السيد حمدي بهذا الشأن "ان هذا البيان الذي أذيع يوم 2 نوفمبر في اذاعة القاهرة و محطات اخرى يعد اول لقاء للثورة بالإعلام مذكرا ان اهمية الإعلام كسند للثورة تأكدت قبيل انعقاد مؤتمر الصومام (20اوت 1956) حيث تاكدت ضرورة مرافقة الاعمال الإعلامية لنضال الجبهة داخل و خارج الجزائر. و ذكر المتحدث بوجود نشريات اعلامية في المناطق الخمس منها "صدى الجبل" و غيرها لكن القادة اتفقوا انه من الضرورة اختيار وسيلة واحدة حتى لا تصل الرسالة مشوشة. و من بين الجرائد و المنشورات التي سبقت جريدة المجاهد كما قال المحاضر جريدة "المقاومة الجزائرية"، التي كانت تنشط في السنوات الأولى من حرب التحرير الوطنية (من 22 أكتوبر 1955 إلى جوان 1957) وكانت اللسان الرسمي لجبهة التحرير الوطني. و في عام 1956 اخذت جريدة المجاهد مكانها يقول السيد حمدي مضيفا ان هذه الفترة عرفت ايضا انشاء اذاعة "صوت العرب في القاهرة" التي لعبت دورا هاما في تجنيد شمال إفريقيا و العالم العربي لصالح الثورة الجزائرية كما كانت الاذاعات العربية تخصص يوميا من 5 الى 10 دقائق للأخبار التي تتحدث عن الثورة. و افرد المتحدث في مداخلته حيزا هاما لظروف تاسيس جريدة المجاهد في 15 جوان 1956 في القصبة قبيل انعقاد مؤتمر الصومام و كانت تصدر باللغتين العربية و الفرنسية. و ذكر في هذا السياق بالاقلام الكبيرة التي ساهمت في تحرير مقالات و اعمدة هذه الجريدة التي اصبحت الناطق الرسمي الوحيد باسم جبهة التحرير على غرار عبد الله شريط و محمد الميلي و مفدي زكريا و عيسى مسعودي. بالنسبة للنسخة العربية و رضا مالك و فرانز فانون و بيار شوليو غيرهم في النسخة الفرنسية. كما استعرض المحاضر كل العراقيل و المشاكل التي اعترضت هذه الجريدة من قبل المستعمر لمنع وصولها العالم و من بين هذه الطرق "القرصنة" من خلال سرقة بعض الأعداد من الجريدة و التغير و بين ايضا ان الجريدة كانت تدعم بشكل كبير العمل الدبلوماسي مع الاهتمام بالجانب الاجتماعي لفضح ممارسات المستعمر. و لم تكن الصحافة المكتوبة وحدها التي اعتمدت عليها الثورة بل هناك ايضا المحلية التي كانت تبث من قلب الجزائر كما نوه المتحدث ايضا بدور السينما التي ساهمت بالصوت و الصورة في إيصال حقيقة ما يجري في الجزائر الى العالم مذكران السينما هي الوسيطة الوحيدة التي ولدت في قلب الثورة و ساهمت باعمال تاريخية في تخليد انجازاتها.