أكد الباحث في التاريخ, محمد شبوب, اليوم السبت بالجزائر العاصمة ,بمناسبة إحياء الذكرى الستين لعيد النصر المصادف ل 19 مارس ,أن وقف إطلاق النار عبر كامل التراب الوطني بموجب اتفاقيات إيفيان هو "محطة تاريخية مفصلية " و" تتويج لمسار طويل من تضحيات ونضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي ". وأوضح ,الأستاذ بجامعة حسيبة بن بوعلي (الشلف), في ندوة تاريخية بمركز الفنون والثقافة قصر رؤساء البحر (حصن 23) أن عيد النصر المصادف ل 19 مارس هو "محطة تاريخية تعكس تشبث الشعب بتقرير مصيره وانتزاع الاستقلال " مشيرا " أن روح المقاومة المتجذرة في الشعب الجزائري وتمسكه بهويته الوطنية افشلت كل مخططات واستراتيجيات الاستعمار الفرنسي". وأشار الباحث شبوب, أن و قف إطلاق النار "لم يأت صدفة وعفوية أو تنازلا من قبل المستعمر الفرنسي وإنما هو تتويج لسلسلة تضحيات وصبر شعب وحنكة وعبقرية شخصيات وطنية أجبرت قادة فرنسا العسكريين والسياسيين على الجلوس على طاولة المفاوضات". من جهة أخرى , استعرض الباحث, أبرز المحطات والاجواء السياسية والعسكرية التي مهدت للتوقيع على اتفاقيات إيفيان مشيرا أن " النكسات توالت على فرنسا على المستوى السياسي والعسكري ,وتعاقبت الأزمات والانقسامات الداخلية بفرنسا وتأكدت محدودية سياسة القوة العسكرية بقمع الثورة الجزائرية وظهرت اصوات تنادي بالحكمة والتفاوض مع جبهة التحرير الوطني ". وأشار الأستاذ الجامعي, أن "التفاف الشعب حول جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني أفشل جميع مخططات فرنسا الاستعمارية وأجبرها على التفاوض والتوقيع على وقف إطلاق النار يوم 18 مارس 1962 ودخوله حيز التنفيذ يوم 19 مارس" . وأضاف ذات المتحدث أن المفاوضات بين الوفدين الجزائري والفرنسي مرت بمراحل أين كانت سرية في مرحلة أولية ضمنها لقاء الجزائر افريل 1956, لقاء القاهرة ثم لقاء بلغراد وروما سبتمبر 1956 . وذكر المصدر, أن المفاوضات الفعلية بين الجانبين الجزائري والفرنسي بدأت سنة 1960 متمثلة في محادثات مولان التي باءت بالفشل لتمسك فرنسا بالحل العسكري ثم محادثات لوسان فيفري 1960 وفشلت أيضا بسبب رغبة فرنسا فصل الصحراء عن الجزائر وذلك لغاية مرحلة استئناف مفاوضات إيفيان الثانية يوم 7 مارس 1962 بإيفيان التي توجت بالتوقيع على وقف إطلاق النار يوم 18 مارس 1962.