عرفت ظاهرة العنف والشغب بمدرجات الملاعب في المغرب تناميا في الآونة الأخيرة لا سيما في اعقاب انتقال الشجار بين المشجعين من قلب الملاعب وما يصاحبها من تكسير للكراسي والمدرجات, الى الشوارع حيث باتت تهدد ارواح المواطنين وممتلكاتهم, مثل ما حدث مساء أمس الأربعاء بوجدة. وعقب اللقاء الذي جمع بين الوداد البيضاوي ومضيفه مولودية وجدة, في إطار الجولة ال29 من الدوري المغربي, والذي انتهى بالتعادل 2-2, مما منح الضيوف لقب البطولة, اندلعت أعمال شغب بين جماهير الفريقين تسببت في اصابات و اضرار مادية للممتلكات الخاصة والعامة. وأفادت تقارير إعلامية مغربية التي واكبت المباراة أن جماهير مولودية وجدة والوداد البيضاوي تبادلت الرشق بالحجارة, قبل أن يطارد العشرات من أنصار المولودية نظراءهم من مشجعي الوداد, باستعمال الحجارة والأسلحة البيضاء. و أظهرت مقاطع فيديو أن أحداث الشغب أدت إلى إصابة عدد من مشجعي الوداد, إضافة إلى مواطنين عاديين لم يكونوا ضمن المتفرجين في الملعب, كما أدت تلك الأحداث الى تكسير سيارات وواجهات عدد من المنازل والمحلات التجارية والممتلكات الخاصة, في الوقت الذي أكدت فيه بعض المواقع وفاة مشجعين اثنين للفريق البيضاوي. وعاش عدة صحافيين "لحظات صعبة" بعدما حاصرتهم الجماهير الوجدية داخل مبنى عمومي, محاولين الاعتداء عليهم, كما حاولوا الاعتداء أيضا على عدد من أنصار الوداد كانوا يحتمون بنفس المكان. كما تعرضت حافلة بعثة الوداد لاعتداء بالحجارة, أثناء العودة من مدينة وجدة, ما ألحق بها خسائر مادية كبيرة, حسب شريط فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي, بعد نهاية المقابلة. و أعادت أحداث ليلة أمس الى الأذهان, سيناريوهات العنف في كرة القدم التي سبق و أن عاشها المغرب و أدت الى سقوط ضحايا. وسبق و أن عرف المغرب أحداثا مأساوية بسبب اندلاع الشغب والعنف في ملعب "محمد الخامس" بالدار البيضاء, في مارس 2016, وهي الحادثة التي عرفت ب"السبت الأسود", و أدت الى مقتل شخصين. وفي مارس الماضي, أدت أحداث الشغب التي شهدتها مباراة الجيش الملكي و المغرب الفاسي بالرباط, الى إصابة 103 عناصر من قوات الأمن و57 من المشجعين بجروح متفاوتة الخطورة, وحملة واسعة من الاعتقالات.