انطلقت اليوم السبت بوسط مدينة قسنطينة القافلة التحسيسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وذلك وسط إقبال لافت للنساء تزامنا مع فعاليات "أكتوبر الوردي" لاسيما في ظل ارتفاع معدل الإصابات بهذا الداء في السنوات الماضية. وعلى هامش افتتاح هذه التظاهرة الطبية، أوضح المكلف بالإعلام و الاتصال بمديرية الصحة أمير عيدون أن هذه القافلة في طبعتها الثانية التي تستمر يومين بمبادرة للمديرية المحلية للقطاع و مؤسسة خاصة للمياه المعدنية و جمعيات فاعلة في المجال قد عرفت في يومها الأول حضورا لافتا لممثلي عدة جمعيات من أجل التوعية بأهمية تعزيز ثقافة الكشف المبكر عن سرطان الثدي مما يمكن من مجابهته ومرافقة المصابات به. وأضاف المتحدث أن هذه الحملة التطوعية تستهدف أيضا الطالبات والنساء بصفة عامة و ذلك على مستوى مؤسسات الصحة الجوارية عبر الولاية، حيث تم توفير كل الظروف المادية و البشرية لإنجاح هذه العملية، مشيرا إلى أنه بمجرد الكشف عن حالات لسرطان الثدي تحول المصابات مباشرة إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية بحي البير و كذا إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية المتخصصة بسيدي مبروك التي استفادت مؤخرا بجهاز التصوير الإشعاعي للثدي. كما أبرز أن ولاية قسنطينة "تعد قطبا رائدا في مجال مكافحة السرطان على مستوى شرق البلاد"، حيث يتم التكفل الطبي حتى بالمرضى القاطنين بولايات مجاورة على غرار ميلة و سكيكدة و جيجل و أم البواقي و قالمة. ووفقا لإحصائيات المديرية المحلية للصحة، فقد تم تسجيل خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2022 التكفل الطبي بما يقارب 2272 مريضا بمختلف أنواع السرطان بالمركز الاستشفائي الجامعي بن باديس بقسنطينة، فيما يخص العلاج الكيميائي، بينما استفاد أكثر من 400 مريض بالعلاج بالأشعة. أما المؤسسة الاستشفائية لبلدية "ديدوش مراد" فقد استقبلت شهر سبتمبر المنصرم فقط 52 مريضا جديدا بالسرطان على مستوى مصلحة مكافحة هذا الداء، حسب ما تمت الإشارة إليه. من جهتها أفادت الدكتورة ناصري صونيا أخصائية في الجراحة العامة (اختصاص جراحة أمراض الثدي) بمستشفى المقاطعة الإدارية "علي منجلي" أن القيام بالكشف المبكر عن سرطان الثدي بهذه المؤسسة قد انطلق مطلع سنة 2015، حيث يتم مرافقة المرأة ابتداء من التشخيص إلى غاية موعد العملية الجراحية. وأكدت ذات الأخصائية على أن إدراج هذا النوع من الحملات التحسيسية من شأنه أن يمكن من استهداف أكبر عدد ممكن من النساء والشابات، مبرزة أنه كلما كان التشخيص مبكرا كلما كان الأمل في الشفاء كبيرا. وأشارت الدكتورة ناصري على سبيل المثال إلى أن التشخيص المبكر لسرطان الثدي يسمح باستئصال جزء فقط من الثدي و كلما كان التشخيص متأخرا يصبح العلاج صعبا على المريضة و المختصين على حد سواء. وللوقاية من هذا المرض الخبيث نصحت ذات الأخصائية بأهمية إتباع نظام غذائي صحي و ممارسة الرياضة و التقليل من أدوية منع الحمل و تجنب القلق. للإشارة، فقد ثمنت بعض النساء الحاضرات هذه المبادرة التي من شأنها أن تمكن من الكشف المبكر عن حالات جديدة لسرطان الثدي.