يواصل الناخبون الأفغان يوم السبت الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية "المصيرية" لاختيار ممثليهم لمستقبل البلد وسط تحدي كبير لهجمات وتفجيرات حركة طالبان التي هددت ونفذت استهدافها لمراكز الاقتراع لتعطيل مسار هذا الاستحقاق. وأمام تهديدات حركة طالبان الأفغانية وتوعدها بتعطيل مجرى الانتخابات من خلال تكثيف لهجماتها الإرهابية واستهدافها خاصة لمراكز الاقتراع سارعت الحكومة الأفغانية إلى تبني خطط أمنية للحيلولة دون تحقيق طالبان لغرضها وتأمين خروج الناخب الأفغاني وإعطاء صوته للمثله في برلمان البلاد الذي تنتظره مهام كبرى يتصدرها ملف الأمن. وبدأ الناخبون الأفغان الذين قدر عددهم بأكثر من 5ر10 ملايين ناخب صباح يوم بالإدلاء بأصواتهم لانتخاب برلمان جديد وسط إجراءات أمنية مشددة لمجابهة تهديدات طالبان. ويتنافس في الانتخابات نحو 2500 مرشح لشغل 249 مقعدا في البرلمان من بينهم 68 مقعدا مخصصا للنساء. وأوردت تقارير أمنية من أفغانستان وقوع عدة هجمات قبل وبعد انطلاق العملية الانتخابية كان أخطرها في الهجوم المسلح الذي نفذه مسلحون بالقرب من مركز اقتراع في شمال البلاد . فقد لقي جندي أفغاني وستة من افراد القوات شبه العسكرية الموالية للحكومة مصرعهم في هجوم شنته طالبان اليوم في إقليم "باغلان" بالقرب من مركز للاقتراع والذي أدى ايضا الى اصابة خمسة أشخاص آخرين. من جهتها أعلنت شرطة ولاية " ننغرهار " عن مقتل شخصين وإصابة ثالث بجروح في سلسلة انفجارات وقعت اليوم قرب مراكز للاقتراع بالولاية . كما استهدف قصف صاروخي مقر الإذاعتين المسموعة والمرئية في العاصمة كابول في وقت مبكر من صباح اليوم قبيل ساعات من فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البرلمانية. وفي مدينة "غزنة" جنوب غرب كابول أصيب شرطي في وقت سابق من اليوم عندما سقط صاروخ قرب مجمع حكومي في المدينة. وأدى انفجار استهدف حاكم ولاية قندهار جنوبأفغانستان في أحد مراكز الاقتراع بالولاية إلى إضرار مادية طالت سيارات كانت في المكان . وحسب مصادر الشرطة الأفغانية فإن هجمات مماثلة وقعت على مراكز اقتراع ومباني حكومية في " بدخشان " و " قندوز " في الشمال و" جلال اباد " و " خوست " في الشرق و " هرات " في الغرب. من جهة أخرى ذكرت تقارير إعلامية من كابول ان مسلحي حركة طالبان الأفغانية استولوا على ثلاثة مراكز اقتراع فى إقليم (ننجرهار) الواقع شرقي أفغانستان. يشار الى أن أفغانستان شهدت خلال الأيام الأخيرة حوادث خطف عديدة لأشخاص مرشحين لهذه الانتخابات كان أحدثها خطف مرشح في اقليم لغمان شرقي البلاد. ووفق تقارير محلية فقد اختطف المسلحون اثنين من المرشحين و18 مسؤولا في الهيئة التي تشرف على الانتخابات. في غضون ذلك جدد الرئيس الأفغاني حامد قرضاي وهو يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة دعوته إلى الأفغان للتوجه إلى مراكز الاقتراع من أجل التصويت ل"مستقبل أفضل" . وأعرب عن أمله في نسبة مشاركة مرتفعة في الانتخابات التشريعية الثانية منذ سقوط حكم طالبان في عام 2001 واصفا يوم الانتخابات هذا ب"اليوم العظيم". ومن المتوقع أن تعلن النتائج الأولية في الثامن من أكتوبر المقبل