أكدت منظمة الأممالمتحدة للأغذية و الزراعة (الفاو) في تقرير نشر يوم الاثنين بروما أن قطع الأشجار المبالغ فيه و تدهور الغابات في العالم يهددان توازن التنوع البيولوجي الغابي. و أشارت الفاو في تقريرها إلى أن "التنوع البيولوجي الغابي مهدد بالمعدلات المرتفعة لقطع أشجار الغابات و تراجع الغابات الأولية ". في حين يكشف التقرير الذي نشر بمناسبة افتتاح دورة لجنة الغابات و الأسبوع العالمي للغابات في روما الجهود المبذولة من قبل العديد من البلدان في "المحافظة على التنوع البيولوجي للغابات في المناطق الموجهة على وجه الخصوص للحماية". و في هذا الإطار يلاحظ انخفاض في التحويل على المستوى العالمي خلال السنوات العشر الماضية من "حوالي 13 مليون هكتار من الغابات كل سنة إلى استخدامات أخرى مقابل نحو 16 مليون هكتار خلال التسعينات. وفي حين تتأسف الفاو في تقريرها لأن الغابات الأولية الخالية من السكان و التي تمثل 36 بالمائة أي 4ر1 مليار هكتار من الرقعة الحرجية الكلية في العالم "انخفضت بأكثر من 40 مليون هكتار أي 4ر0 بالمائة سنويا خلال العشرية الأخيرة". و يضيف التقرير "لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذه الغابات قد اختفت كليا إذ غالبا ما يعاد تصنيفها لأنشطة قطع الأخشاب الانتقائية أو غير ذلك من النشاطات البشرية خلال الفترة المحددة . وتؤكد المنظمة "الفاو" أن الغابات التي تشهد تدخلات بشرية يمكن أن تحتوي اذا ما تم تسييرها بعقلانية علي فوائد بيولوجية جد هامة وأن تساهم في حماية البيئة وموارد الرزق السكانية . وحسب المنظمة فإن أمريكا الجنوبية "تتحمل أكبر معدلات الخسارة في رقعة الغابات الأولية وتليها إفريقيا وآسيا". و يعتبر التقرير الذي يطالب بتحسين الحفاظ و التسيير أنه يوجد حاليا "12 بالمائة من غابات الكوكب أي أكثر من 460 مليون هكتار مخصصة لحماية التنوع البيولوجي ". أخيرا شدد التقرير على أن المساحات المحمية (الحدائق الوطنية و محميات الصيد و الفضاءات الطبيعية) تشغل نسبة أكثر من 10 بالمائة من المساحة الغابية الكلية لأغلبية البلدان و المناطق في العالم. كما شدد التقرير على أن "الدور الأساسي لهذه الغابات يكمن في حماية التنوع البيولوجي أو حماية الموارد على سطح الأرض و المياه أو التراث الثقافي". علاوة على ذلك أكدت الفاو أن "البلدان تميل أكثر فأكثر إلى إدراج المحافظة على التنوع البيولوجي في برامج و تطبيقات في إدارة موارد الغابات " حيث طالبت بتحسين تدابير الحماية الفعالة والاستخدام المستدام للتنوع الحيوي في الغابات المنتجة لاسيما بالنسبة للغابات المتنازل عنها".