نجحت الضربات "الموجعة" التي توجهها القوات الأمنية والجيش اليمنى لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي التي تنشط على تراب اليمن في إصابة أهدافها، حيث تمكنت من تفكيك شبكة إرهابية كما سلم عدد من المسلحين "طواعية" أنفسهم للسلطات فيما تؤكد الحكومة عزمها على الاستمرار في مطاردة الخلايا الإرهابية إلى غاية القضاء على هذه الظاهرة. وفى محافظة "ابين" الواقعة بجنوب البلاد أيضا ذكر محافظ المدينة أحمد الميسري اليوم أن 15 عنصرا يتنمون الى تنظيم القاعدة سلموا أنفسهم للسلطات اليمنية موضحا أن هؤلاء كانوا ينتمون الى تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" و ينشطون ضد القوات الحكومية في مدن أبين مودية ولودر خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وأوضح ذات المصدر أن "المتشددين الخمسة عشر كلهم من جنسية يمنية وكانوا على قائمة المطلوبين لوزارة الداخلية" مشيرا الى أنهم "سلموا أنفسهم طواعية إلى الأجهزة الأمنية في مديرية مودية" وذلك بعد الضربات المتلاحقة و المكثفة لعناصر الجيش و القوات اليمنية. وقال المسؤول اليمنى أن "وسطاء ومشائخ قبليين في مديرية مودية ولودر بذلوا جهودا كبيرة أدت الى نجاح هذه العملية في المنطقة". وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية عن تفكيك شبكة كانت تخطط لشن هجمات في مدينة عدن الجنوبية- التى تشهد ما يسمى ب "الحراك الجنوبى" الساعى الى الانفصال عن الشمال- و تستعد لاستضافة الدورة ال20 لكأس الخليج لكرة القدم. ويأتي هذا التطور بعد ما أكد وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي بأن الأوضاع الأمنية في بلاده "مستقرة لاستمرار أجهزة الأمن في ملاحقة المتمردين وتضييق الخناق عليهم". وانتقد القربي " الاعلام الذي يضخم الاحداث في بلاده ويصور الوضع بغير صورته الحقيقية مما يجعل من القاعدة قادرة على أن تخلق حالات من عدم الاستقرار وعلى اعاقة أي أوضاع أمنية أو أنشطة تجارية أو اقتصادية، وهذا غير صحيح إطلاقا"، كما قال. وأكد الوزير اليمني أنه " يجب أن يعرف الجميع أن وضع اليمن ليس أكثر خطورة من الدول الأخرى التي تشهد وجودا لعناصر تنظيم القاعدة على أرضها وكما خسر التنظيم المتمرد المواجهات في دول أخرى سيخسرها في اليمن". ويواصل الجيش اليمنى و قوات الأمن حملات تمشيط واسعة النطاق لتطهير مناطق بعدة محافظات شرق اليمن لجأت عناصر تنظيم القاعدة اليها سيما منها المناطق الجبلبة الوعرة قصد الاحتماء. وتعكس العمليات الأمنية المكثفة و الواسعة "اصرار" قوات الجيش والأمن فى اليمن على اسئصال بؤر عناصر التنظيم الارهابى وذلك لإبطال مبررات سعي بعض القوى الخارجية للتدخل في اليمن لمساعدتها على مواجهة المتمردين حسبما تؤكده بعض التقارير الامنية اليمنية. وتنفذ القوات اليمنية هذه الحملة بالتعاون مع بعض القبائل اليمنية حيث تشير مصادر أمنية الى أن" أكثر من ألف جندى مقاتل من القوات المسلحة والأمن وبمشاركة شعبية كبيرة من أبناء بعض القبائل يقومون بملاحقة المتمردين ضمن فرق قتالية في سلسلة جبال "الكور" بمحافظة "شبوة"شرق اليمن. ويؤكد مسؤولون يمنيون وخاصة قيادات وزارة الداخلية أنه "رغم العمليات الإرهابية التى تقع فى بعض المناطق المتفرقة بين فترة وأخرى ، إلا أن الأوضاع الأمنية مستقرة على اعتبار أن الأجهزة الأمنية تواصل ملاحقاتها لعناصر تنظيم القاعدة، أو أي عناصر إجرامية أخرى". وأشاروا الى أن "ما يقع من عمليات إرهابية متفرقة يعكس إحباط ويأس هذه العناصر نتيجة تضييق الخناق الأمنى عليها، وفرارها إلى المناطق الجبلية بعد أن تركت أوكارها وسط المناطق الآهلة بالسكان المدنيين. وشهدت محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن خلال الفترة الماضية سلسلة من الاغتيالات استهدفت مسؤولين أمنيين في المحافظة. فيما يسعى تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الى "إنشاء جيش" "لشن حرب" ضد رجال الامن ومسؤولين في الاستخبارات ومصالح أجنبية في اليمن.