شكلت "الخطوات" الأخيرة التي خطتها سويسرا في مجال مكافحة التهرب الضريبي الأجنبي من خلال فرض رسوم "كبيرة" على حسابات الأجانب في البنوك السويسرية اذا تبين تورطهم في تهرب ضريبي في بلدانهم الاصلية محور نقاش نشطه باسهاب يوم الثلاثاء مختص سويسري في العلوم السياسية و ذلك في اطار الطبعة ال15 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب. وقد نشط السيد ريني شاوك نقاشا نظمه المشرفون عن الجناح السويسري على هامش معرض الجزائر الدولي للكتاب حول خصوصيات السياسة الخارجية لسويسرا. وأشار في هذا الصدد أن إحراز هذا "التقدم" الذي تم تجسيده بمشروع "روبيك" موجه لتفادي رفع السر البنكي و هو المطلب الذي اعربت عنه عديد الدول الشريكة لسويسرا و ذلك من اجل مكافحة التهرب الجبائي الا انه يصطدم بجمعية البنوك السويسرية المؤثرة. كما أوضح ذات المختص الجامعي امام حضور ظهر عليه الاهتمام بالمسالة ان "نظام روبيك" يتمثل بالنسبة للبنوك السويسرية في اعطاء معلومات "حسب الحالات" لبلد يريد استرجاع ناتج التهرب الضريبي لأحد الرعايا اذ "ثبت عليه" التهرب الجبائي. و تابع السيد شاوك يقول ان كل رعية أجنبية لها حساب بنكي بسويسرا سيفرض عليها ذلك الرسم في سويسرا "اذا تلقت طلبا من بلده و اذا (كانت الشكوك بارتكاب التهرب الجبائي) مؤسسة" مضيفا ان هذه الضريبة الخاصة بالثروة التي تقتطع من حسابات الأجانب سيتم ضخها في خزينة البلد الأصلي. وقد شرع المجلس الفدرالي (الحكومة) منذ بضعة اسابيع في مفاوضات "بامر من البنوك السويسرية" مع بريطانيا و المانيا من اجل تطبيق هذا النظام الجديد و بمقتضى نظام "روبيك" فان هذا البلد الاخير ينوي -حسب هذا الجامعي- استرجاع قدر كبير من الاموال التي توجد في البنوك السويسرية بعدما لم تطلها يد الضرائب. إلا أن سويسرا -كما قال- لا تنو ي ابرام اتفاق تلقائي حول تبادل المعلومات البنكية على غرار دول الاتحاد الاوروبي ال27 مذكرا بان "البنوك السويسرية تتحكم في تلث الثروات الخاصة في العالم". كما أن البنوك السويسرية ترفض رفع السر البنكي وهو المبدا الذي يعد من اقدس اقداس المالية في هذا البلد منذ سنة 1714 و هو متضمن في الدستور فيما تعتبر السلطات السياسية السويسرية هذه المسالة مرتبطة "باحترام الحياة الشخصية". وبخصوص تبييض الاموال الذي يعد موضوعا اخر اثار اهتمام الحاضرين فقد اوضح ذات المتدخل ان البنوك السويسرية قد التزمت منذ 20 سنة بالقيام برقابة "شديدة" و عدم قبول الأموال "من الكسب غير المشروع" للديكتاتوريات و الحكومات الاستبدادية. ومنذ ذلك الحين -كما قال- تم التوصل الى اتفاقات على غرار تلك التي ابرمت مع نيجيريا و الفيليبين من اجل إرجاع الأموال المسروقة و التي تم وضعها في بنوك سيويسرية من قبل حكومات فاسدة. وبالتوازي مع بيع الكتب فان سويسرا ضيف شرف معرض الجزائر الدولي للكتاب تنظم مناقشات حول الادب و الفرانكفونية ومواضيع اخرى بحضور عديد الكتاب و الجامعيين.