بلغ عدد المصابين بداء السكري بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا) أكثر من 26 مليون مصاب، حسبما أفاد به الخبراء المشاركون في المنتدى العالمي حول هذا الداء بالمنطقة الذي انطلق يوم الأحد بدبي بالإمارات العربية المتحدة. وتعد الاصابات في كل من البحرين ومصر والكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات من بين أعلى معدلات الاصابة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتسجل نسب متفاوتة بين مختلف هذه بلدان . ففي الوقت الذي تسجل بالسودان أقل نسبة اصابة بهذا الداء ب 6ر4 بالمائة تبلغ في قطر الى 3ر13 بالمائة وبالسعودية الى 8ر17 بالمائة وبالبحرين 4ر15 بالمائة. وتبلغ نسبة الإصابة بداء السكري لدى الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 40 سنة بدولة البحرين 30 بالمائة وتصل لدى السيدات اللواتي تفوق أعمارهن 30 سنة بايران 9ر19 بالمائة في حين يصل معدل الاصابة بالسعودية لدى فئة الاعمار 30 سنة الى 40 بالمائة. وتنفق دول المنطقة على داء السكري 5ر5 مليار دولار أمريكي أي ما يعادل 14 بالمائة من اجمالي نفقاتها الصحية . وتقدر حالات داء السكري غير المشخصة حسب المختصين ب 69 بالمائة بالعراق و50 بالمائة بالجزائر وإيران و86 بالمائة بتونس. ويتوقع المختصون تزايدا مذهلا للإصابات بمرض السكري بالمنطقة وكذا المضاعفات المرافقة لهذا المرض مما سيؤدي الى ارتفاع التكاليف الصحية لدول المنطقة . و أعتبر الخبراء هذا المرض من أكبر التحديات التي يواجهها الانسان في العصر الحاضر كما أن انتشاره بشكل واسع بالشرق الاوسط وشمال افريقيا يعرض حياة العديد من سكان هذه المنطقة الى الخطر . كما يتوقعون أن يتضاعف عدد المصابين بداء السكري مع حلول عام 2030 الى أكثر من 51 مليون شخص بالمنطقة المذكورة كما يحذرون من تأثير هذا المرض على الحياة الاجتماعية بالمنطقة "اذا لم يتم تدارك الوضع وتخفض المعدلات الحالية للاصابة". ومن بين العوامل المتسببة في هذا الداء ذكر الخبراء التوسع العمراني لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والتزايد السكاني بالمنطقة الذي يسيرتفع من 344 مليون خلال سنة 2010 الى 533 مليون مع حلول 2030 بالاضافة الى تضاعف عدد السكان الذين يتجاوز سنهم الاربعين . وتعتبر فئة الاعمار 45 -59 سنة أكثر عرضة للاصابة بداء السكري بمنطقة مينا نسبة 5ر8بالمائة مقارنة مع فئة الاعمار 15 29 سنة كما ان الفئة العمرية 60 سنة وما فوق معرضة للاصابة بالداء بنسبة 16بالمائة. وينتشر داء السكري بالمناطق الحضرية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا أكثرمن المناطق الريفية حيث يصل على سبيل المثال بتونس الى 4ر9 بالمائة لدى الرجال و7ر11 بالمائة لدى السيدات وبسلطنة عمان الى 18 بالمائة والجزائر 3ر15 بالمائة وبين البدو الى 5ر3 بالمائة وايران 7 بالمائة. ودعا الخبراء المشاركون في هذا المنتدى الى "التزام أكيد" لقادة مختلف المؤسسات المجتمعة من هيئات صحية ومراكز بحث علمي وشركات تقنية متخصصة في مجالات الصيدلة والعناية الصحية ومؤسسات التوعية الاجتماعية ووسائل الإعلام والحكومات وعائلات المرضى من أجل الحد من الاصابة بهذا الداء. وتحتضن وزارة الصحة الاماراتية هذا اللقاء العلمي المخصص لامراض السكري لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حرصا منها على "الاستجابة السريعة" للحاجة الملحة لمواجهة خطر هذا المرض ومواكبة الجهود التي تبذلها الاممالمتحدة منذ اصدار القانون الخاص بداء السكري في سنة 2006 وانطلاق العديد من المبادرات الاقليمية ذات الصلة . وستقدم التوصيات التي يتوج بها هذا اللقاء العلمي الى الوكالات الدولية التابعة لمنظمة الاممالمتحدة الناشطة في المجال الصحي.