بلغ التوتر ذروته في كوت ديفوار التي شهدت تفاقم الأزمة المؤسساتية الناجمة عن النزاع القائم بين الرئيسين المعلن عنهما الحسن واتار و لوران غباغبو مهددة السلم و الاستقرار في هذه البلاد و كل منطقة افريقيا الغربية. و بعد الأحداث الدموية المسجلة خلال المسيرة المنظمة يوم الخميس الفارط من قبل مناصري الحسن واتارا الفائز الشرعي في الانتخابات الرئاسية الاخيرة وفق ما أعلنته لجنة الانتخابات الايفوارية للاستيلاء على محطة التليفزيون الرسمية طالب لوران غباغبو الرئيس "المنتخب" حسب المجلس الدستوري قوات حفظ السلام الفرنسية و تلك التابعة للأمم المتحدة بمغادرة بلاده. و رفض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب غباغبو مؤكدا أن قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام ستبقى بكوت ديفوار وستنجز مهمتها. و وصف الملاحظون الوضع السائد بكوت ديفوار ب"الخارق للعادة" معربين عن مخاوفهم ازاء تفاقم التوتر في هذا البلد الذي كان يسعى الى الخروج من أزمة سياسية عسكرية من خلال اشراك كل الأطراف الفاعلة الايفوارية. و قد يؤدي تدهور الوضع الى "حالة من الفوضى العارمة" بكوت ديفوار في الوقت الذي قد يسجل فيه نزوح اللاجئين نحو البلدان المجاورة مما قد يتسبب في أزمة انسانية. و في هذا الاطار أفادت وسائل اعلام بداكار بأن العديد من الافواريين اجتازوا حدود ليبيريا و غينيا و هذا ما يستلزم تجند المنظمات الانسانية لمتابعة الوضع. وفي غياب حل ملموس خلال هذه المرحلة لاستتباب النظام الدستوري تتفاقم المخاوف في كوت ديفوار لاسيما بسبب اتهامات حكومة غباغبو الذي يعاتب بعثة الأممالمتحدة على "تحيزها". و وسط تعبئة من أجل "التحرير الكلي للبلاد" قال تشارلز بلي غودي زعيم حركة "الشباب الوطنية" و وزير الشباب في حكومة غباغبو "سندافع عن استقلالية وسيادة بلادنا حتى النهاية". و طالب غودي كل مواطني كوت ديفوار بالاستعداد للقتال من أجل سيادة كوت ديفوار. و في الطرف الآخر طلب غيوم سورو الوزير الأول لواتارا من المجموعة الدولية "إدراك أننا نواجه جنون قاتل سيؤدي إلى فوضى عارمة في كوت ديفوار ويحولها إلى رواندا جديدة". وأمام هذا الخطر الذي يلوح في الأفق يدعو رجال الدين و ممثلو المجتمع المدني الإيفواريون إلى "عدم الرضوخ للاستفزاز و العنف". كما تم التحذير من "أعمال الإقصاء العرقي و الإقليمي و الديني" بغية تفادي حصول ما لا يحمد عقباه في كوت ديفوار".