إنهما ثمرة حب لشخصين من بلدين مختلفين، هما شقيقان من أم جزائرية وأب ألماني الجنسية، رحلا الزوجان ليتركا وراءهما، ولدين وقفا الأحد الماضي بمحكمة الجزائر، بتهمة حيازة أسلحة محظورة وجدتها الشرطة في محل للحلاقة ملكا لهما· وقفا بعد أن نادت عليهما رئيسة المحكمة، خرجا من الباب الخاص بالموقوفين الذين يُحضَرون من السجون، إقتربا معا إلى المكان الخاص بالمتهمين والضحايا، لإضافة الكلمة الأخيرة، هيئة المحكمة وقبل أن تنبس بالحكم المنطوق، إلتمست النيابة العامة في حق الأخوين تسليط خمس سنوات سجنا نافذا· أخد الكلمة، الأخ الأكبر، تحدث بصوت عال، عندما أعادنا إلى بداية الأحداث في قضية الحال ''يا سيدتي الرئيسة، لقد توجهنا إلى القنصلية الألمانية هنا بالجزائر للحصول على الجنسية التي منحها لنا القانون، كون والدنا المتوفى ألماني الجنسية، دخلنا القنصلية وكان لنا موعد هناك، لكننا انتظرنا كثيرا ولم يسمح لنا بمقابلة القنصل، هذا الإنتظار أثار غضبي''، تقاطعه رئيسة الجلسة، ''لتحدث شجارا أليس كذلك؟'' لب القضية، أن الإثنان رغبا في الحصول على الجنسية الألمانية بحكم أن الوالد ألماني، لكن حدث ما لم يخطر على بالهما، عراك، خناق وشجار داخل القنصلية إنتهى باقتيادهما إلى مركز الشرطة، ثم فتح محضر استماع تبعته إحالة على العدالة، كل هذا بعد أن ألصقت بالأخوين، لثاني مرة، تهمة حيازة أسلحة محظورة، وجدتها الشرطة بالمحل التابع لهما· رئيسة الجلسة تسأل عن موضوع أسلحة بيضاء وجدتها الشرطة لديهما، تردد نفس المستجوب في الرد، وجاء جوابه خليطا من الكلام، ''ليست ملكا لنا، هل تتحدثين عن شفرة الحلاقة''، هنا يتدخل النائب العام ويقاطع المتهم بهذا الكلام ''يا شيخ الجنسية نطلبها في القنصلية عندنا''، النائب العام يرد عليه بهذا الشكل: ''أسكت''· في هذه القضية لم نلحظ حضور محامي الدفاع بطبيعة المال أغلب المحامين، لا يحضرون عندما يعلمون أن النطق في الحكم الأخير غالبه لا يتغير قيد أنملة، ما يعني أن المحامي كان يدرك جيدا أن التماس خمس سنوات سجنا نافذا في حق موكليه لن يتغير في المرحلة الأخيرة من المداولة، وهذا ما أكدته رئيسة الجلسة عندما نطقت بالحكم في حق الأخوين اللذين حلما بالجنسية الألمانية، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، لأن الأخوين حوّلا حلمهما إلى كابوس، وإلى قضية بين أيدي المحكمة التي أدانتهما بالسجن لمدة 5 سنوات نافذا، ربما قصة الأخوين من أم جزائرية وأب ألماني لن تنتهي عند عقوبة أول أمس ما دام هناك سبلا أخرى للطعن، ويومها سيحضر محاميهما لإيصال قضيتهما إلى المحكمة العليا في آخر مطاف، وربما سيجدان ساعتها حلم الجنسية الألمانية قد ضاع بسبب علامة حمراء تطبع على وثيقتي سوابقهما العدلية، إلا أنه إذا نجح المحامي في إبعاد التهمة عنهما ستتغير المعطيات وسيتمكن الأخوان من الظفر بحقهما في الحصول على جنسية والديهما، هذا ما سنعرفه في الأيام القليلة القادمة في قصة شابين أخوين، تحركا باتجاه القنصلية الألمانية لطلب جنسية الأب الألماني المتوفى، تشاجرا وطردا من القنصلية ليحولا إلى سجن سركاجي وإذا ثبت الحكم، فإنهما لن يصبحا ألمانيين، لكن ربما بعد خمس سنوات·