عندما نتوصل إلى النتيجة التي تقول إن تعويض دروس المتمدرسين تحتاج إلى ثلاث سنوات، فهذه هي المشكلة الحقيقية التي يجب أن تحدث الطوارئ الفعلية في البلد·· ضحك حماري من كلامي وقال·· أنت تحلم يا صديقي·· الطوارئ لا تحدث لمثل هذه الأمور·· الدراسة أصبحت من آخر اهتمامات المسؤولين·· الطوارئ تحدث لأشياء أخرى لا علاقة للغاشي بها·· قلت له·· صدقت أيها الحمار·· التعليم لم يعد أولوية·· خاصة الطريقة التي تعامل بها أصحاب المعالي مع الأساتذة والأطباء·· مسكوا لهم العصي والهراوات بينما أطلقوا العنان لأصحاب النهب والسرقة·· وتركوهم يتصرفون على طريقة ''أسرق وأهرب''·· ضحك حماري وقال·· المعايير مقلوبة منذ زمن ويجب ثورة حقيقية لتغيير المفاهيم والمقاييس والعقول·· ثم يا صديقي ''اللي قرا قرا ليه''·· الدولة لا يهمها أن يقرا الغاشي·· يهمها أن تقرأ هي·· قلت له·· يا لله كيف يمكن أن يتأخر العقل بثلاث سنوات؟ قال·· قس على ذلك كل الأمور·· إذا تأخر العقل يتأخر كل شيء·· قلت له·· نعم كل شيء بدون استثناء··؟ قال ضاحكا·· معناه بهذا التقدير سوف يصبح المجتمع كله متأخرا عقليا واقتصاديا ونفسيا وعاطفيا·· قلت له مستهزئا·· كل ما تقوله يا حماري موجود ولا يحتاج إلى تأخر ثلاث سنوات دراسة فنحن متأخرون عن الزمن بزمن وعن الدنيا بدنيا وعن الحياة بحياة·· صمتنا·· لا ينفع الكلام من أجل الكلام·· ولا يمكن أن نتصور مجتمعا يعيش بدون العلم·· ربما لأن المفاهيم تغيرت وأصبح الميزان مختلا·· ولا يزن إلا ما هو ثقيل·· أما ''المعنويات'' فقد صارت من ''تقديمين''؟؟