بالصدفة وحينما كان حماري يمارس هواية ''الزابينغ'' ب ''التليكموند'' وإذا بأحد القنوات اللبنانية تبث مباراة لكرة القدم، توقف حماري عن البحث وصاح·· أنظر أنظر الحكومة اللبنانية كلها بشيبها وشبابها تجري في الملعب؟ قلت له مازحا·· كفاك كذبا على حكومة الناس·· تكلم فقط عن حكومة بلادك؟ صرخ من جديد·· أنظر أنظر هاهي الحكومة مقسومة بين فريقين·· وهناك من يلعب الكرة بنظاراته؟ قلت له·· وقد تأكدت فعلا من الأمر بعد أن رأيت ''الشيخ سعد'' يجري في كل الاتجاهات والكرة بين قدميه ولم يفلح أحدهم في أخذها منه·· قلت له·· حتى في الرياضة ينفرد السياسي بكرته·· سبحان الله؟ ضحك حماري وقال·· سيبدو أنه أكثر لياقة·· لأن الباقي كلهم شيوخ حقيقيون؟ ضحكنا ونحن نسمع معلق المباراة يمدح في فنيات رئيس الحكومة وكأنه يستعد للترشح للانتخابات·· ثم قال حماري·· هذا هو حال حكومتنا العربية ''يلعبون'' ويروحون على أنفسهم هربا من إيجاد الحلول لشعوبهم المسكينة؟ قلت له·· لماذا تقول هذا·· أليس من حق الحكومة اللعب؟ ضحك ضحكة كبيرة وقال·· هي تلعب كل يوم والدليل ما تراه على التلفزة؟ المباراة مستمرة والحكومة المقسومة إلى فريقين تواصل لعبها تحت أنظار رئيس الدولة والصحافة العربية والدولية وشريط الأخبار يبث مجموعة من أخبار السياسة والموت والخراب الذي يملأ العرب· قلت له·· أنت حساد·· إذا أردت اللعب فافعل مثلهم·· الكرة هي موضة العرب هذا العام·· قهقه حماري عاليا وقال·· لا نحن لا نلعب·· نحن نملك لاعبين سوف نتفرج عليهم نحن وكل العرب بعد مدة فقط·· الصبر جميل؟