من البرامج الهادفة التي رعتها الفيفا بمناسبة كأس العالم 2010 إطلاق برنامج للفنون التشكيلية بالتعاون مع مؤسسة فاين آرت 2010 بغرض إبراز فن الرسم للدول 32 المشاركة في نهائيات كأس العالم· وضمن هذا البرنامج الذي سمح لكل بلد بإشراك خمسة فنانين تشكيليين يوجد بالنسبة للجزائر كل من رشيد جمعي ونورالدين زكارة والعياشي حميدوش والطاهر ومان وحسين زياني· لقد كان مطلوبا من هؤلاء الفنانين الإسهام بلوحة فنية محددة المقاسات إذ كان لزاما عليهم المشاركة بلوحة ذات أبعاد هي 0.85 متر * 0.60 متر ويكون محورها كرة القدم في كافة تجلياتها باحترام شريطة احترام ثلاث قيم هي: كرة القدم، أفريقيا والفخر الوطني· وضمن هذه الكوكبة من الفنانين اشترك الفنان التشكيلي الطاهر ومان بلوحة فنية تعد تحفة حقيقية كونها أبرزت العديد من الدلالات والخصوصيات الجزائرية المغاربية· ففي اللوحة التي ازدانت بشلال من الألوان الرامزة للطبيعة الجزائرية، بدءا باللون الأصفر الرملي ومرورا بالأخضر العشبي، يظهر جليا فن الزخرفة العربية الأصيل في مختلف أبعاده· فالكرات السابحة في فضاء اللوحة اتخذت شكل كواكب ملونة بأطياف فوس قزح حيث يتماهي فيها الزخرف العربي متجليا في معينات صغيرة وخطوط متعرجة· أما الكرة الحاضنة لرايات بعض الأمم المشاركة في هذا الحدث الكروي العالمي، فلقد ظهرت فيها الراية الوطنية الجزائرية يتوسطها الهلال والنجمة الأحمرين كرمز واضح لمشاركة البلد العربي الوحيد في هذه المنافسة التي أرادت أن يكون للفن فيها مكانة مرموقة· توحي اللوحة التي أطلق عليها التشكيلي الطاهر ومان عنوان انشوة الانتصارب بتلك البهجة والفرحة التي تكون سائدة في الحفلات التي تطلق فيها مجموعة من البالونات في السماء· ففي اللوحة يظهر جليا نوع من الاحتفاء برياضة كرة القدم والمغامرة التنافسية التي تنتهي بالفوز والانتصار الذي يرفع الهامات إلى أعلى· ومن خلال رسم العديد من كرات القدم على مساحة اللوحة و هي سابحة في فضاء من الألوان الساحرة الأخاذة تتراءى كرة القدم باعتبارها لعبة تدعو الناس إلى الارتقاء إلى سماء المحبة والفرح· لقد عبرت اللوحة عن العديد من السمات والدلالات و الخصوصيات الجزائرية المغاربية فكانت سفيرا للجزائر الأصيلة والمنخرطة بوعي في حاضرها مما يجعلها حاضرة بين الأمم الأخرى ببهاء وتميز·