عند الساعة السابعة والنصف توجهت إلى السفارة البريطانية، كان ذلك يوم الخميس تلبية لدعوة رسمية، بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملكة إليزابيث الثانية·· وجدت بعض الأصدقاء من السياسيين والإعلاميين، وتناقشت قليلا مع رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور حول الفريق الوطني لكرة القدم، لكن أيضا حول الوضع السياسي·· أذيع النشيدان الوطنيان، وألقيت كلمة أشادت بالعلاقة بين البلدين، في مجال التعاون الإقتصادي والأمني بشكل خاص·· ثم تمنى صاحب الكلمة أي ممثل بريطانيا، أن يكون الأفضل هو من سيكسب المباراة التي ستجرى اليوم بين الجزائروإنجلترا·· غادرت السفارة على الساعة التاسعة والنصف رفقة الزميل حسن واعلي·· تعشينا وتناقشنا في مسائل متفرقة إلى ساعة متأخرة·· 2 شرعت هذا الصباح أقرأ من جديد رواية ''الهارب'' لستيفن كينغ·· وهي رواية يوم صدورها كتبت باسم ريتشارد باكمان·· في السابق لم أكن من قراء ستيفن كينغ، كنت أميل أكثر إلى الروائيين الأمريكيين الكلاسيكيين مثل فوكز وشنايتيك وهيمنغواي، لكن منذ وقت قصير اكتشفت هذا الروائي وفي الوقت نفسه اكتشفت روائيا أمريكيا مهما هو فيليب روث، الآن أنا أقرأهما باستمتاع ولذة كبيرين··· 3 تابعت حوالي ساعة تحاليل الجزيرة الرياضية، والشوط الثاني من مقابلة سلوفينيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، أعجبت كثيرا بالنفس القتالي الأمريكي الذي عرف كيف يعود من بعيد بعد هزيمة في الشوط الأول، وكاد أن يحقق نصرا على سلوفينيا في الدقائق الأخيرة·· ومع ذلك فلقد تعادل·· وتمكن من تسجيل هدفين كاملين في الشوط الثاني، وهذا ما دفعني إلى كتابة مقالتي اليومية حول هذه الروح الأمريكية التي لا تعرف الإستسلام· 4 عندما نزلت إلى المكتب، كانت الشوارع شبه خالية، أو راكدة بعد صلاة الجمعة·· القلق بادٍ على الوجوه·· والأمل أيضا·· الجزائريون والجزائريات، ينتظرون هذا المساء معجزة، يريدون انتصارا على إنجلترا، هل ذلك ممكن؟! إذا ما تحقق ذلك، فإن الجزائر سوف لن تنام الليلة وسيخرج كل ذلك الفرح المجهض والدفين من الأعماق كالسيل وسيجرف كل زمن هذا المساء··· أما إذا لم تتحقق هذه المعجزة، فإن الشوارع ستكون أكثر كآبة وحزنا··· 5 - التقيت في السفارة البريطانية مع بول كنيدي، وهو مستشار سياسي للشؤون الإقليمية، يتحدث اللغة العربية بطلاقة، تحدثنا كثيرا عن الأدب الإنجليزي والأمريكي، من والت سكوت، فرجينيا وولف، جويس لكن أيضا عن ادغار بو وفولكنز وهيمنغواي··· هذا النقاش أحيا فيّ ذكريات قديمة عن قراءاتي لفرجينيا وولف التي اكتشفتها وأنا في الثانوية، بحيث قرأتها مترجمة إلى اللغة الفرنسية، وظل الحنين يجرفني إلى إعادة قراءتها، لكنني لم أتمكن من ذلك، ولو أنني اشتريت مذكراتها التي صدرت مؤخرا مترجمة إلى الفرنسية منذ أسابيع··