أعلن ديف لابان الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أول أمس الإثنين، أن دراسة المخاطر التي أثارها تسرب وثائق عسكرية سرية تخص الحرب الأمريكية في أفغانستان ستستغرق ''أياما إن لم يكن أسابيع''، وأنه من السابق لأوانه تقييم حجم الأضرار· وكان موقع ''ويكيليكس'' الإلكتروني المخصص في تسريب المعلومات كوسيلة لمكافحة الفساد في الشركات والحكومات، قد نشر يوم الأحد 91 ألف وثيقة عسكرية أمريكية تكشف عن عمليات قتل مدنيين في أفغانستان لم يعلن عنها سابقا، وعن مخاوف خبراء أمريكيين من التعاون بين المخابرات الباكستانية ومتمردي طالبان· ووصف ديف لابان نشر الوثائق بأنه ''عمل إجرامي''، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع تعمل على وجه السرعة على فحص الوثائق لمعرفة ما إاذا كانت تكشف عن مصادر وأساليبب من شأنها تعريض الجنود للخطر أو إلحاق الضرر بالأمن القومي· ورفض لابان مناقشة العلاقات مع باكستان أو أية وثائق بعينها، وقال إنه بالرغم من نشرها على الأنترنت فلا تزال المعلومات سرية· أما محمد عبد الباسطو المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، فأكد أن ''هذه المعلومات غير صحيحة ولا علاقة لها بالواقع''· وذكر عبد الباسط أن الوثائق التي تم الكشف عنها تشوه الدور الذي تلعبه باكستان في مكافحة الإرهاب ومساهمتها الإيجابية في إعادة استقرار الوضع بأفغانستان· ويقول محللون إن الوثائق الأكثر حساسية تستهدف باكستان، الحليفة الاستراتيجية لواشنطن، حيث تتهمها بالسماح لعناصر أجهزتها الاستخبارية بالتعامل مباشرة مع عناصر حركة طالبان· وحسب صحيفة ''نيويورك تايمز''، فإن عملاء استخبارات باكستانية وعناصر من طالبان كانوا يلتقون بصورة منتظمة أثناء ''دورات تتعلق بتدريبات سرية على الاستراتيجية'' تهدف إلى تنظيم ''شبكات من مجموعات متمردين يقاتلون الجنود الأمريكيين في أفغانستان، حتى أنهم كانوا يعدون مؤامرات تهدف إلى اغتيال قادة أفغان''· وحسب إحدى هذه الوثائق، فإن المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الداخلية الباكستاني حميد غول الذي يتمتع بنفوذ كبير في البلاد، قد يكون التقى متمردين في جانفي 2009 بعد مقتل زعيم القاعدة زمراي، المعروف باسم أسامة الكيني في باكستان· وللثأر لمقتله، أعد المتمردون هجوما أرادوا تنفيذه بواسطة سيارة مفخخة تنقل من باكستان إلى أفغانستان· ومن غير المعروف ما إذا كان الهجوم قد تم تنفيذه في نهاية المطاف أم لا· وتكشف الوثائق أيضا أن عناصر طالبان استخدموا على الأرجح صاروخ أرض-جو يتم التحكم به بواسطة أشعة ما تحت الحمراء لضرب مروحية أمريكية في أفغانستان في 2007 ما أوقع 7 قتلى·