يحاول الممثل الرئيسي في العرض الفرنسي ذو الأصول الجزائرية إبراهيم طاكفا إعطاء نظرة عن عرض ''أحمد الفيلسوف'' الذي ينتمي إلى نوع مسرحي قديم يعتبر من أصعب أنواع المسرح، كما أعجب الفنان في أول زيارة له للجزائر بالجمهور الجزائري الذي يؤكد أن العديد من الفنانين الفرنسيين تحدثوا عنه بإعجاب· نص قوي وثقيل نوعا ما عندما يكون على الورق، وفوق الركح كان ممتعا جدا، حدثنا عن سر العرض؟ استمد العرض قوته من قوة النص، وعمل الممثلين كان قويا وفيه الكثير من الجهد، لكن النص مع الروتوشات الركحية من خلال الموسيقى والمؤثرات الصوتية والضوئية كان في المستوى، حتى وإن كان النص في الأصل فيه من القوة والثقل ما ينفر الجمهور منه، إلا أن العمل مع مخرج مثل غريغوار قد قدم هذه الثمرة التي لا نقاش فيها بدون غرور، من خلال المواقف الهزلية والفرجة التي يحملها دون إغفال الفكر والرسائل الهادفة· ولكن رغم هذا يجد الجمهور في العديد من الحالات نفسه مشتتا، ولا يفهم أي شيء مما يقال على الركح؟ في الحقيقة هذه من سمات العروض من هذا النوع من المسرح ألا وهو مسرح ''جدليات الفكر'' أو ''التريتي'' الذي يقترب منه العرض أكثر من المسرح العبثي رغم عدم ابتعاده عن الآخر بكثير، فهو من الفنون المسرحية القديمة لكن بنص حديث، فالنص في هذا المسرح يعتمد تشتيت فكر المتلقي في بعض المشاهد، لكن دون الإطالة في مدة هذا المشهد، لعدم تقطيع الخيط الرفيع الذي يجمع الجمهور بالعرض، من خلال العودة إلى النقطة الأوضح التي كانت قبل هذا المشهد مباشرة لأن في هذه العروض لا يوجد ممثلون كثر أو ديكور ضخم يجلبه، بل قوة العرض كلها متواجدة في النص كما ذكرت سابقا، هذه الميزة التي نجدها كثيرا في نصوص ''سقراط'' والتي لا نعلم فيها حقيقة ما يقوله، لكنها موجودة في النص ومتعمدة· في رأيكم، كيف استطعتم إبقاء الجمهور الجزائري يتابع العرض طيلة الساعتين؟ أؤكد لكم أن الكثير من الفنانين الفرنسيين وحتى الممثلين تحدثوا كثيرا عن الجمهور الجزائري الذي قيل أنه محب وذواق لمختلف أنواع الفنون، وهذا ما جعل الفرقة غير متخوفة منه، وهذا حقيقة ما حصل، فجمهور القاعة اليوم كان في المستوى، فقد عرف في مجمل العرض الوقت المناسب للتصفيق، كما أنه لم يشتت أبدا الممثلين أثناء العرض، لكن في كثير من الأحيان الممثل الناجح هو من لا يشتته الجمهور.