سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قلي عبد الله (مدير المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة) ل ''الجزائر نيوز'': إقصاء طلبة الجنوب من المدرسة سببه غياب التكوين القاعدي بالثانويات في اللغات الأجنبية
رغم وجود أزيد من مدرسة عليا لتكوين الأساتذة والمعلمين على المستوى الوطني، لم تنجح الجزائر بعد في تجاوز مشكل اللغات الحية بشكل عام ومشكل اللغة الفرنسية في ولايات الجنوب بشكل خاص· وبعد حديثنا مع مدير واحدة من أهم مدارس تكوين الأساتذة والمعلمين في الجزائر، وهو عبد الله قلي مدير المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، اتضح أن هذا المشكل ليس من السهل تجاوزه، لأن المسألة ليست مرتبطة بالتكوين العالي فقط، وإنما لها علاقة مباشرة بغياب نظرة التخطيط المستقبلي، وعدم التعامل مع المشاكل العلمية التي تواجه المجتمع وتؤثر عليه بشكل سلبي، بطريقة عميقة· وبالنظر إلى تصريحات قلي، فإن مشكل اللغة الفرنسية في الجنوب مثلا، لا يمكن حله هذا العام أو العام الذي يليه، وإنما الأمر ليست له ملامح انفراج، ذلك أن الطلبة القادمين من الجنوب لديهم إحجام كبير عن تخصص اللغات الحية بالنظر إلى ضعف التكوين القاعدي في هذا المجال بثانويات الجنوب، من جهة· ومن جهة أخرى، لا يوجد بند في العقود التي يمضيها الطلبة الملتحقين بمدارس التكوين تلزمهم بالذهاب للعمل في المناطق الجنوبية، وبالتالي فهذا الأمر سيظل مطروحا إلى الأبد وفي كل عام يذرف وزير التربية الدموع - الذي لا يفعل أي شيء لحل هذا المشكل- عن مستوى اللغات الحية المتدني في تمنراست، تندوف، الجلفة··· وغيرها· أما الأمر الثاني والخطير الذي أبرزته تصريحات مدير مدرسة بوزريعة لتكوين الأساتذة، فهو أزمة التأطير التي تعرفها الجامعة الجزائرية في اللغة الإنجليزية، لدرجة أنها باتت تستنجد بأساتذة أجانب، حيث يؤكد المتحدث أن خريجي جامعة الجزائر في هذا التخصص لا تغطي حاجة في نفسها فما بالك بتغطية 84 ولاية بمختلف مستوياتها ومؤسساتها التعلمية·· في الأخير، الأمر الذي يغطي على كل هذا هو غياب التنسيق الكلي بين وزارتي التعليم العالي والتربية، فيما يخص مسألة العجز والتكوين الضروري، فوزارة التربية لا تحدد كم يبلغ العجز في المؤطرين بمختلف الولايات ووزارة التعليم العالي تكون دون التركيز على مسألة العجز، والنتيجة يبقى طلبة الجنوب دون أساتذة لغات في الوقت الذي لديهم فائض وتراكم في أساتذة تخصص الأدب والفلسفة؟ -- لم يلتحق طالب واحد من ولاية تمنراست منذ نشأة المدرسة بتخصص اللغة الفرنسية -- لا يمكن عزل الأستاذ عن السياق الاجتماعي الذي يعيش فيه -- قيمة الأستاذ ومكانته لم تعد مثل السابق l الوصاية حلت مشكل التأطير في اللغة الإنجليزية عبر الاستعانة بأساتذة من دول أجنبية -- خريجو جامعة الجزائر في اللغة الإنجليزية لا يغطون حتى حاجياتها -- لابد من التفكير في نظام ''الكوطات'' لحل مشاكل عجز التأطير في الولايات يتحدث مدير المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، عبد الله قلي، في هذا الحوار مع ''الجزائر نيوز'' عن نمط التكوين المعتمد بالمدرسة، والإصلاحات التي استحدثت، مشيرا إلى مشكل انعدام تكوين قاعدي للطلبة الجدد في اللغات الأجنبية بالثانويات، وهو المشكل الذي ينعكس لاحقا سلبا على نوعية التأطير، وغياب المؤطرين في الولايات الجنوبية··