في حوار مقتضب أجرته معه ''الجزائر نيوز''على هامش فعاليات مهرجان جميلة العربي، قال بلبل الأغنية الشاوية حميد بلبش، بأن تمسكه بأداء الأغنية الأصيلة وحفاظه على قواعدها المتوارثة عن الأجداد يعكس شخصيته التي ترفض الانسلاخ والتنكر لتراث الأوراس الذي أهمله أبناؤه وصار مهددا بالضياع· تشارك لأول مرة في مهرجان جميلة، ما هو شعورك؟ هو شعور فخر واعتزاز أن أقف على ركح جميلة وألتقي بجمهور الهضاب هي المرة الأولى، لكن أتمنى أن لا تكون الأخيرة· حميد بلبش من بين الفنانين القلائل المتمسكين بأداء الأغنية الشاوية الأصيلة، هل هذا يعني أنه ثائر على الحداثة؟ للأغنية الشاوية أصول لا بد من الحفاظ عليها، وهذا ما تعلمته عن الأجداد والشيوخ، ولأني غيور على تراث منطقتي وجب عليّ الحفاظ عليه والدفاع عنه، أما البقية ممن اختاروا سبل أخرى، فأنا لا ألوم أي أحد منهم لأنه لكل شخص شخصيته وموقفه وهم أحرار... على عكس بقية الطبوع الغنائية في الجزائر لا تزال الأغنية الشاوية حبيسة منطقة الأوراس، لماذا؟ أنا لا أشاطرك الرأي، فالأغنية الشاوية ومنذ زمن بعيد خرجت إلى العالمية، خاصة وأن أول من مثل الأغنية العربية عامة والشاوية خاصة كان شيخ الأوراس عيسى الجرموني عندما غنى في ''الأولمبياد''، وهذا شرف كبير لنا وللجزائر· أما حاليا فالأغنية الشاوية في تطور، وهي في تحسن مستمر، وقد ذاع صيتها خاصة في فرنسا التي يقام بها سنويا مهرجان للأغنية الشاوية تشارك فيه الأصوات الكبيرة. لكن لماذا مهرجان للأغنية الشاوية في فرنسا دون الجزائر؟ لأن الظروف المتوفرة هناك أحسن بكثير من التي نجدها في الجزائر، كما أن تنظيم المهرجان في فرنسا يعد محاولة لإخراج الأغنية الشاوية من قوقعتها والانفتاح بها على العالم، وتنظيمنا للمهرجان في الخارج لا يعني إهمالنا لها محليا، فهناك مهرجان الأوراس الذي ينظم سنويا ويضم جل الأصوات التي تغني للشاوية· وبينما اقتصر في البداية على نشاط محدود، فهو حاليا في تطور وفي تحسن دائم في انتظار ترسيمه وإضفاء صفة الرسمية عليه. قليل هو العنصر النسوي الذي يؤدي الأغنية الشاوية، لماذا؟ لحد الآن لم نفهم السبب، ربما يعود إلى طبيعة المنطقة المحافظة، لكن الشيء المؤكد هو أن منطقة الأوراس تزخر بالكثير من الأصوات الفنية المتميزة التي لها القدرة على أداء الأغنية الشاوية باحترافية، وربما هي في انتظار الفرصة· في الأخير، كيف تنظر لمستقبل الأغنية الشاوية في ظل الظروف الراهنة؟ أتمنى أن يتمسك الجيل الصاعد بقواعد الأجداد لأنها أساس النجاح، وإذا كان الشيخ بوزاهر الوحيد الذي يمكن أن نقول عنه خليفة الجرموني، لحد الآن لا يوجد أي من الجيل الصاعد يستحق اسم الخليفة، وهذا خطر يهدد الأغنية الشاوية ولا بد من التفكير فيه جليا قبل فوات الأوان. حاوره بجميلة: عبد الكريم لونيس