في الوقت الذي انطلقت فيه بعض البطولات سواء العربية على غرار البطولة التونسية، أو الأوروبية على غرار الفرنسية، على وقع التفاؤل الكبير بموسم أحسن، وتحت أنظار أعداد لا بأس بها من الجماهير تنقلت بهدف اكتشاف فريقها في حلته الجديدة، ومنحه التشجيع اللازم في إطار الروح الرياضية من أول جولة من أجل تحقيق انطلاقة في المستوى، نجد أن الحال لم يكن كذلك في البطولة الجزائرية، ليس من حيث التفاؤل أو التوافد الجماهيري، وإنما من حيث الميزة التي ميزت ولا تزال تميز مبارياتها في السنوات الأخيرة من عنف بالمدرجات وحتى اجتياح الجماهير لأرضية الميدان· الظاهرة وإن تأخرت في الحضور هذا الموسم، مقارنة ببطولة الموسم الماضي حيث كان ملعب الرويبة والطرقات المجاورة له مسرحا لمشاهد العنف بين أنصار مولودية الجزائر وأنصار إتحاد الحراش، فإن تأخرها لم يكن كبيرا، ولم يتعد الجولة الواحدة هذه المرة وفي موسم تمنى فيه الجميع أن يكون الأحسن من حيث الروح الرياضية، سقطت التمنيات مع سقوط العديد من الجرحى بملعب 20 أوت بالبرج، الذي استقبل أول أمس مباراة الفريق المحلي أهلي برج بوعريريج بالضيف مولودية الجزائر، وتحوّلت القمة الكروية التي كانت مرتقبة بين فريقين كبيرين على الساحة المحلية إلى مسرح للشغب الجماهيري بين أنصار الفريقين، وهي المشاهد التي تضاف إلى النقاط السوداء المسجلة في المواسم الماضية· وتتكرر مع مرور الجولات وتتجدد معها عدة تساؤلات في مقدمتها من يتحمّل مسؤولية ما يجري من أحداث عنف بملاعبنا؟ ومن يتحمّل مسؤولية خروج مباراة البرايجية بالعميد عن إطارها، هل تُحمّل للمسؤولين عن التنظيم بالملعب الذين لم يقسموا المدرجات بين أنصار الفريقين بطريقة تمنع تلاحمهما وتصادمهما، أم أن اللوم يلقى على الجانب الأمني وعدم توفر العدد الكافي من العناصر القادرة على السيطرة على الوضع في أسوأ الاحتمالات، أم أن الوزارة المعنية والمسؤولين عن الكرة الجزائرية فشلوا في الوصول بالمناصر عبر الندوات التحسيسية وما أكثرها، إلى درجة الوعي بضرورة التحلي بالروح الرياضية وجعل مدرجات الملاعب مكانا للفرجة لا مسرحا لسيلان الدماء بشتى الوسائل· الفشل من هذا الجانب يبدو واضحا للعيان، خاصة وأن الأحداث جاءت مع بداية الموسم وفي لقاء عادي جدا، وهو فشل لا يختلف كثيرا عن الفشل الذي سجله المسؤولون عن كرتنا في التكفل بإنجاز أرضية صالحة للعب بملعب 5 جويلية بعد ما يقارب السنتين من الأشغال·