افتتح برواق فنون وثقافة بالعاصمة، معرض لمجموعة التحف القديمة والتحف المستعملة، وقد ضم المعرض أكثر من 21 مشاركا اختلفت نظراتهم إلى الأشياء المعروضة، غير أنهم اتفقوا على خلق من العدم أشياء جميلة من صنع الخيال، وسيتواصل المعرض إلى غاية 52 من الشهر الجاري. قادتنا جولتنا الاستطلاعية إلى المعرض الذي لا يبعد بكثير عن مقر الجامعة المركزية المتواجدة بوسط العاصمة، وبمجرد دخولنا إلى الرواق المنظم للتظاهرة، لفت انتباهنا الكثير من المنحوتات الجميلة والمميزة في إبداعها، هي لماسات إبداعية لم تقتصر على عرض التحف القديمة، مثلما هو الحال مع معرض القطع النقدية والطوابع البريدية لمختلف دول العالم، إلى جانب معرض للتحف التقليدية والأشياء المستعملة التي تعود إلى سنة ,1800 ومعرض آخر لآلات التصوير الفوتوغرافي التي شاهدتها مختلف الأزمنة. تجاوز الأمر مجرد عرض تحف قديمة إلى عرض مجموعة من المنحوتات المعاصرة. دفعنا الفضول للاقتراب من مشارك شاب في مقتبل العمر يدعى سمير بالخيرات، خريج المدرسة العليا للتجارة، وجدناه منغمسا في ترتيب قطعه النقدية، وما لاحظناه فيه ونحن نتمعن فيه حيويته المفعمة بالنشاط واهتمامه الجاد بتلك القطع النقدية التي تعود لفترات زمنية متفاوتة، وبمجرد أن سألناه عن معرضه والأهداف الذي جعلته يهتم بهذا النوع من الثقافة غير المروّجة في بلادنا، قال لنا ''كان عمري لا يتجاوز السادسة عشرة حين تولد اهتمامي بجمع الطوابع البريدية، وبعد أن تحصلت على الكثير من الطوابع أجريت دراسة معمقة لكل طابع، وخلالها تعلمت أن اكتساب الثقافات يمكن أن يكون في الطوابع، كما يمكن أن يكون في القطع النقدية، لهذا غيرت اهتمامي بها، كما أن الشيء المميز الذي وجدته في القطع النقدية أنها لا تتلف وتحافظ على شكلها وبريقها على مدى الحياة عكس الطوابع البريدية سريعة التلف، كما أنني اكتسبت من وراء ذلك خبرة لا بأس بها، حيث تعرّفت على كثير من العملات، إلى جانب تعرفي على ثقافات الشعوب الأخرى عن طريق القطع النقدية''. غيرنا وجهتنا إلى الجهة المخصصة لمعرض الأثاث القديم والمستعمل، وما اكتشفناه في الأثاث أنه يعود إلى زمن غابر، غير أن العارض فضّل تقديمه في حلّة احتوتها الكثير من اللمسات المعاصرة في طريقة العرض، لكن رغم هذا حين تتمعن في التحفة تخبرك بماضيها البعيد وبزمانها الجميل المنحدرة منه. كما أنها تكاد رغم ثقل السنين أن تنطق وتخبر الزائر عن ماضيها، مثلا صينية من نوع النحاس يعود صنعها إلى العهد العثماني، حسب ما أكده لنا أحد المشاركين بالمعرض. الزائر لرواق العرض يجد نفسه في رحلة عبر التاريخ، وهو يتفحص كل تلك الكنوز التي تخبر عن تاريخ حقبة زمنية وولع الجزائريين بالحفاظ على التراث والموروث العائلي الذي تجسد في الحفاظ على مقتنيات لم تعد لها أي صلاحية في وقتنا الحاضر سوى المتعة البصرية. كما تم عرض بالرواق مجموعة من الأحجار الطبيعية، للنحات فضل شكيب صاحب العرض، حيث تم تخصيص أكبر جزء من معرضه لتحف فنية مصنوعة بحجر الشواطئ، وقد تفنن صاحب المعرض في صنع أشكال من الحجر متفاوتة الجمال، وأكد لنا شكيب أن هذه الهواية تفارقه من الصغر، وما زاده حبّا لها هو استغلاله كل شيء موجود على الأرض، حيث قال ل ''الجزائر نيوز'' بإمكاني أن أستغل كل شيء موجود في الطبيعة كالرمل والحجر والحصى، وأقوم بتحويله إلى تحف تعد أكثر من رائعة''. وبالفعل، فقد نجح في جعلها تحفا فنية غاية في الإبداع، أدهشت كل زوار المعرض.