عندما عجزت قوات العقيد الليبي معمر القذافي عن الحفاظ على مناطق نفوذها تحت ضربات الثوار، لجأت إلى القوة العسكرية الجوية، كما يحدث الآن في منطقة رأس لانوف، ومثلما تتهم المعارضة سلطة القذافي بقصف المتظاهرين في الأيام الأولى للثورة، يفترض أن تحسم بسرعة كبيرة وينتهي نظام القذافي· ومنذ اندلاع الثورة الليبية الحالية، كانت روسيا أكبر الخاسرين عندما خسرت صفقات بمليارات الدولارات، حيث كان متوقعا أن تصبح ليبيا أكبر مشتر لطائرات سوخوي 35 الروسية المقاتلة، وكانت توشك قبيل اندلاع ثورة 17 فيفري على توقيع عقد لشراء ما بين 12 و15 منها بقيمة 800 مليون دولار· ولا يعني هذا أن ليبيا فقيرة من ناحية القوة الجوية قبل إتمام تلك الصفقة، حيث تتكون القوات الجوية لنظام القذافي من نحو 23 ألف مقاتل، من ضمنهم قيادة الدفاع الجوي، وما يقرب من 280 طائرة عاملة، موزعة ما بين القاذفات والمقاتلات وطائرات النقل، وأغلب هذه الطائرات هي من صنع سوفياتي مثل طائرات ''ميغ'' وطائرات ''سوخوي''، أو من صنع فرنسي مثل طائرات ''ميراج''· وتمتلك قوات القذافي ما يقرب من 40 طائرة عمودية مقاتلة ومخصصة للنقل، وعدد غير معروف من الطائرات موجودة في المخازن أو غير صالحة للعمل· وتعتبر قاعدة ''معيتيقة'' أكبر قاعدة جوية في ليبيا، وتقع على بعد 11 كيلومترا من العاصمة طرابلس، ومنها تنطلق الطائرات لقصف الثوار، وقد شهدت تمردا عسكريا في بداية الثورة· وبالإضافة إلى مطار ''معيتيقة''، هناك مطارات أخرى في ليبيا تستعمل لأغراض مدنية وعسكرية، أبرزها مطار ''بنينة'' الدولي ببنغازي، ومطار طبرق، ومطار البيضاء شرق ليبيا، وكذلك مطار ''البريقة'' في الوسط، وهي المطارات التي خرجت نهائيا من سلطة القذافي وأصبحت في يدي ثوار 17 فيفري· وهناك أيضا مطار ''سبها'' الدولي في الجنوب، ومطار ''سرت'' في الغرب، ومازالت تحت سيطرة قوات القذافي، ومطار ''مصراتة'' الذي يقع الآن في دائرة الحرب· وإذا تم تطبيق حظر جوي على ليبيا، فإن أكبر المخاوف ستكون بطاريات صواريخ أرض-جو المنصوبة على طول الساحل الليبي، خاصة ما يعرف بصواريخ أس أي 6 التي ما زالت -رغم تصميمها منذ سنوات طويلة من قبل الإتحاد السوفياتي السابق- قادرة على إسقاط المقاتلات الأمريكية والأوروبية، ويسهل تحريكها لتفادي كشف مكانها·