قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في كلمة بمناسبة عيد النصر إن رفع حالة الطوارئ لا يعني التخلص من واجب مكافحة بقايا الإرهاب، بل خطوة جديدة لإزالة كل الآثار الناجمة عن سنوات المحنة والابتلاء، وهي صفحة جديدة للمضي بالإصلاحات الشاملة، رافضا مقارنة الجزائر ''بأية حال من الأحوال وضع الجزائر بأي قطر آخر، إلا فيما ندر''، كاشفا أنه مقدم على تجذير وتعميق التعددية الإعلامية والسياسية والبرلمانية والمجالس المحلية، بكل ما تستدعيه تحديات الواقع والمستقبل من أجل تمتين دعائم الأمن والاستقرار· ودعا الرئيس في خطاب ألقاه محمد علي بوغازي المستشار في الرئاسة بمستغانم، إلى استخلاص العبر من الثورة الجزائرية والتأمل في ما صنعته بترويضها للمستحيل، مضيفا ''لا يمكن بأية حال من الأحوال مقارنة وضع الجزائر بوضع أي قطر آخر إلا فيما ندر''، معلقا على ما سبق من حراك وجدل بقوله ''على الرغم من تعليقات البعض والبعض الآخر على مدى وفاء الجزائريين لدواعي الأمانة التي رسمتها تضحيات الشهداء والمجاهدين، فإن الخطوط العامة التي انتهجتها الدولة الجزائرية الحديثة تنحدر من مرجعية بيان أول نوفمبر وباقي وثائقها الأساسية'' وهو رد ضمني من الرئيس على الجهات التي ترى أن الجزائر انحرفت عن الخط النوفمبري· وأكد أنه مقدم أيضا على إصلاحات عديدة حينما قال ''فالحرية التي سقاها شعبنا بدمائه الزكية ماثلة اليوم للعيان من خلال التعددية الإعلامية والسياسية والبرلمانية وفي باقي المجالس المحلية، وما زال ذلك دأبنا على تجذيرها وتعميقها بكل ما تستدعيه تحديات الواقع والمستقبل من أجل تمتين دعائم الأمن والاستقرار''، معتبرا أن التغيير والإصلاح واحد من المقومات الأساسية التي بنيت عليها البرامج المختلفة منذ تسلمه السلطة وأنها ''لم تكن سوى مقدمة لمضمون الإصلاح الشامل الذي يصبو إلى تغيير وجه الجزائر في جميع المجالات''، ليوجه بعدها رسالة ضمنية شديدة اللهجة إلى مافيا الداخل والخارج قائلا ''ونحن حريصون اليوم أكثر من أي وقت مضى على إحداث تنمية شاملة ومتنوعة أساسها الإنسان وترشيد المال الخاص والعام وخلق الثروة المبنية على الطاقات المتجددة دون التبعية للغير والارتباط بإنتاج الآخرين الذين لا يتورعون عن التلاعب بالسوق الداخلية من خلال التلاعب بالأسعار وفرض الاحتكار واختلاق الندرة وتحريض المطففين والمرابين على تهديد أمن الشعوب وإدخالها في دوامة العنف المدمر''، داعيا الشباب مجددا إلى ''استحضار الإرث الثقافي والنضالي لشعبنا ورص الصفوف والتعلق بالمثل السامية والأهداف النبيلة لتفويت الفرص على كل من في قلبه مرض أو غل على بلادنا''· كما دافع بوتفليقة عن إنجازاته بقوله ''إن ما يتحقق اليوم في مجالات بناء الهياكل الاقتصادية وإقامة المنشآت القاعدية الكبرى وما ينفذ تباعا من مشروعات اجتماعية وتعليمية وصحية وفي مجال النقل والمواصلات والاسكان والعناية بالشباب وبالشرائح الاجتماعية الهشة هي ثمرة الفكرة الاصلاحية المتعددة الأبعاد وهي مرشحة لأن تتوسع أكثر فاكثر مع التقدم في تنفيذ البرنامج الخماسي الحالي تجعلنا أمام فرصة تاريخية لتحقيق الكثير مما نتطلع إليه''· لكنه دعا من أجل ذلك ''التحلي بقدر الكبير من الحكمة والهدوء والتبصر حتى يؤتي ثماره وحتى نفوت الفرصة على من تستهويهم حالات التعطل أو الارتباك''· ليشرح في النهاية أن رفع حالة الطوارئ ''لا يعني التخلص من واجب اجتثات بقايا الارهاب بل خطوة جديدة نحو إزالة الآثار الناجمة عن سنوات المحنة والابتلاء وهي صفحة جديدة على صعيد المضي بالاصلاحات الشاملة التي أشرت إليها والتي لا يستقيم قوامها إلا إذا أخذت الاصلاحات السياسية نصيبها من الرعاية والاهتمام''.