تراجعت كتائب القذافي عن مدينة أجدابيا شرق ليبيا باتجاه البريقة، عندما شنت قوات الثوار قصفًا مدفعيًّا مكثفًا، من ثلاث جهات، في وقت أكد فيه حلف الأطلسي التحقيق في مقتل 5 من الثوار· وسط حديث عن قبول أو رفض لمبادرة رئيس الوزراء التركي، وتحذير متصاعد من كارثة إنسانية في مدينة مصراتة إلى الغرب من ليبيا· تزامنا مع معارك الكر والفر بين قوات العقيد القذافي وثوار 17 فيفري، التي تتأرجح بين مدينتي اجدابيا والبريقة والتي لم تحسم بعد، حذرت الأممالمتحدة من ''وضع كارثي'' في مدينة مصراتة غربي ليبيا، وهي المدينة التي تحاصرها منذ عدة أسابيع قوات الكتائب الأمنية التابعة لنظام العقيد معمر القذافي ويتحصن فيها الثوار المعارضون له· وقالت الأممالمتحدة إن مئات الأشخاص في مصراتة قتلوا وجرحوا، مضيفة أن سكان المدينة -البالغ عددهم نحو ثلاثمائة ألف نسمة- يعانون من نقص في المياه والغذاء والدواء· وأكدت فاليري أموس -مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة في الشؤون الإنسانية- أن الوضع في مصراتة ''أصبح كارثيا''، وأن المدينة تحتاج إلى مساعدات عاجلة· وعلى الصعيد الديبلوماسي، رحب طرفا الصراع الدائر حاليا في ليبيا باقتراح سلام طرحته تركيا في ساعة متاخرة ليلة أمس الخميس· وتتضمن الخطة، التي طرحها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان، وقفا فوريا لإطلاق النار وانسحاب القوات الموالية للزعيم الليبي من المدن المحاصرة في غرب البلاد· وصرح رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بان المجلس سوف يكون مستعدا لقبول الاقتراح اذا غادر القذافي وعائلته البلاد· وصرح ممثل للحكومة بان هناك رد فعل ايجابي من جانب طرابلس على خطة ترتكز على الجوانب الانسانية للأزمة الليبية· وكان الثوار الليبيون قد انتقدوا في السابق تركيا بسبب تحذيرها من تزويدهم بأسلحة· وجرى الثلاثاء الماضي منع سفينة تركية كانت تحمل مساعدات من دخول ميناء بنغازي معقل الثوار· وكان أرودغان قد قال في مؤتمر صحفي في أنقرة إن الحكومة التركية تعمل وفق خارطة طريق تتضمن ثلاثة بنود رئيسية· ونقلت وكالة أنباء الأناضول عنه قوله : ''يجب إعلان وقف فوري لإطلاق النار وأن ترفع قوات القذافي الحصار على بعض المدن· ويجب إقامة مناطق أمنية لتساعد على تدفق المساعدات الإنسانية إلى الشعب الليبي· كما يجب أن تبدأ فورا عملية التحول نحو تغيير ديمقراطي مع الأخذ في الاعتبار الحقوق المشروعة ومصالح الشعب الليبي حيث يمكن إقامة ديمقراطية دستورية''· وأعلن أن تركيا ستواصل عقد محادثات مع مسئولين ليبيين لمناقشة خارطة الطريق بالتفصيل· وقال : ''نرسم ملامح خارطة طريقنا مع شخصيات بارزة في المجتمع الدولي ونتقاسمها مع شركائنا بما في ذلك الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي قبل اجتماع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا في قطر''·