خرج، أمسية أول أمس، الآلاف من سكان مدينة تيزي وزو والبلديات المجاورة لها من أجل الاحتفال بالفوز الباهر للخضر على نظيره الزامبي، حيث عمت الاحتفالات كل شوارع عاصمة جرجرة في أمسية رمضانية ستبقى راسخة في الأذهان وتذكرنا بالأفراح والحفلات التي عقبت التتويجات الإفريقية لشبيبة القبائل مع بداية الألفية الجديدة· وإن كانت المدينة تبدو هادئة قبل انتهاء المقابلة، السوسبانس الكبير الذي ميزها بسبب الصعوبة الكبيرة التي وجدها أشبال الناخب الوطني رابح سعدان، إلا أن الأمور قد انقلبت رأسا على عقب بعد إعلان الحكم الموريسي عن نهاية المواجهة، ليلتحق الآلاف من مشجعي المنتخب الوطني بتيزي وزو مثلها مثل باقي المدن الجزائرية بالشارع ليطلقوا العنان ويعبّروا عن فرحتهم بهذا الفوز الذي أنعش حظوظ الجزائر للتأهل إلى المونديال بعد 23 سنة من الترقب و الانتظار، لتنطلق الهتافات والأهازيج وسط أبواق السيارات التي كانت مزينة بالأعلام وكل ما يرمز إلى الألوان الوطنية وسط زغاريد النساء اللواتي شاركن في هذه الاحتفالات بطريقتهن الخاصة· ليتضاعف عدد الأنصار مع مرور الوقت خاصة بعد وصول الحافلات والسيارات القادمة من واقنون، معاتقة، ذراع بن خدة، تادمايت وغيرها من البلديات المجاورة لمدينة تيزي وزو، ليجتمعوا أمام المقر القديم لبلدية تيزي وزو لتمتزج أصواتهم بألوان ''الفيميجان'' ومختلف الألعاب النارية ليصنعوا ديكورا ولوحات لا يتقن صنعها إلا المناصر الجزائري الذي يبقى متعطشا لمثل هذه الانتصارات بعد سنوات طويلة من الغياب على الصعيدين الإفريقي والعالمي، وهذا ما أكده أحد المناصرين الذي التقيناه بعين المكان والذي أضاف ''أن التشكيلة الحالية لمنتخبنا قد تمكنت من رفع التحدي في وقت كان الكل يشكك في قدرته على التأهل حتى إلى كأس إفريقيا، لقد تمكنوا من طي صفحة النكسات والإخفاقات التي ميزت الكرة الجزائرية لعدة سنوات، ومن حقهم أن ينالوا كل هذا الثناء وسنبقى بجانبهم وسنساندهم إلى غاية العودة بالتأهل من القاهرة''، لتتواصل الاحتفالات إلى غاية ساعات متقدمة من صبيحة أمس، ليضربوا موعدا للالتقاء مجددا بعد مقابلة رواندا·