في الوضع السوري وضح كل شيء ولم يعد خافياً حتى للمتابع العادي لما يجري على أرض هذا البلد الشقيق، إذ أن السوريين لم يعودوا يواجهون قوات بشار الأسد من جيش وأجهزة أمن وشبيحة فقط، إذ انضمت إليهم عناصر مسلحة من إيران وبالذات من تشكيلات الحرس الثوري المدربين على مواجهة انتفاضات الشعوب، وتذكر العديد من المعلومات بأن عددهم يفوق ال51 ألف عنصر يطبقون نفس الأساليب التي استعملوها لقمع انتفاضة الشعوب الإيرانية، وأن هؤلاء الذين يحركهم ضباط متخصصون أقاموا لهم مركز عمليات في دمشق، وأنهم يحركون مجاميع أخرى من المسلحين استجلبوهم من حزب نصر الله في لبنان والمليشيات الطائفية في العراق. هذه التشكيلات المسلحة المرتبطة بمركز عمليات الحرس الثوري في دمشق حلت محل (الشبيحة) وهي التي تقوم بالمبادرة بالاعتداء على التظاهرات السلمية وتقوم بقصف أحياء المدن السورية، بعد أن لمس النظام السوري تردداً من الجيش في سرعة تنفيذ الأوامر التي تطلب من الجيش قتل أبنائهم وإخوانهم من السوريين. وتقاعس عمل الشبيحة الذين لم يعودوا يحصلون على المبالغ التي كان يقدمها النظام لهم بعد شح الأموال وتقلص السيولة المادية بسبب الحصار الاقتصادي وكون تشكيلات الحرس الثوري والعناصر الأجنبية المرتبطة به تحصل على رواتبها من الحرس الثوري الذي أوجد منظومة مالية وإدارية خاصة به لا (تبخل) القيادة الإيرانية على توفيرها فإن هذه العناصر أصبحت الأكثر فاعلية على الأرض السورية الآن وهم تنظيمات الحرس الثوري الإيراني التي أخذت في تصعيد أعمالها الإجرامية مما رفع من أرقام الضحايا السوريين، وتشير المعلومات بأن عملية اقتحام الزبداني تكفلت بها العناصر المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وإن استعملت دبابات النظام السوري، فالزبداني بالنسبة للإيرانيين مهمة كونها ممر لعبور مسلحي حزب حسن نصر الله، ولهذا اقتحموا المدينة لإعادة تأمين تدفق مسلحي نصر الله، وإضافة (الرئة اللبنانية) لتعمل إلى جانب (الرئة العراقية) لإيصال الدعم للنظام السوري الذي يحظى برئة ثالثة هي (الرئة الروسية) التي توفر السلاح عبر ميناء طرطوس، لتصبح سوريا ساحة لتدخل أشرار إيران والعراق ولبنان وروسيا وبأسلوب فاضح ووقح لا يجد حتى الآن معارضة جادة وفعالة من أشراف العرب.