هاجم رئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية ''عمارة بن يونس'' من أسماهم بالأصوليين وأكد أنه ''يستحيل وصولهم إلى السلطة وسيعمل على منع ذلك، باعتبار أنهم سبب مأساة الجزائر خلال العشرية السوداء''. واعتبر بن يونس، خلال انعقاد المؤتمر التأسيسي لحزبه، أمس بدار الشعب، أن وصول الإسلاميين إلى السلطة معناه أن سقوط أكثر من 200 ألف جزائري لا معنى له في نظر الجزائريين، داعيا الشعب الجزائري إلى التوجه بقوة لصناديق الاقتراع في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة للحيلولة دون وصول الأصوليين إلى سدة الحكم، معتبرا أن العزوف عن الانتخاب فرصة لهؤلاء لتحقيق مناصب مثلما حصل سنة .1991 كما انتقد رئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والجمهورية ''حزب قيد التأسيس'' دعاة تطبيق الإسلام ''موديرن'' أو العصري، مرجعا هذا المصطلح إلى القوى الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي في كل مرة تبتكر اسما جديدا، على شكل الإسلام الذي يتم تطبيقه حاليا في تركيا. وقال إن الأصوليين الذين يدعون ويحاولون تطبيق النموذج التركي بالجزائر لا بد أن يعلموا خمسة أشياء عن خصوصية الدولة التركية، أولا أنها دولة لائيكية، في حين أن الجزائر دولة مسلمة، حسب ما ينص عليه الدستور. كما أن هذه اللائكية محمية من قبل الجيش الذي يخول له الدستور التدخل في حالة المس بلائكية الدولة. كما ذكر الساعين إلى تطبيق النموذج التركي بأن هذه الأخيرة كانت عضوا في حلف الشمال الأطلسي منذ سنة 1952 وصوتت في عديد المرات ضد الاعتراف باستقلال الجزائر، وأخيرا هي من بين أول الدول الإسلامية التي تمتلك اتفاقيات إستراتيجية مع دولة الكيان الصهيوني إسرائيل. وعاد المتحدث، في كلمته التي ألقاها أمام 1240 مشارك، إلى الانتخابات التشريعية وكلمة تزوير التي قال إنها تتكرر في كل موعد انتخابي بفعل تكرره في الاستحقاقات، معترفا بعدم إمكانية متابعة هذه الانتخابات التي تتطلب على الأقل - حسبه - 60 ألف مناضل لمراقبتها على كامل التراب الوطني وهو ما يستحيل تحقيقه في أي حزب. أما حول الأوضاع الإقليمية، بما فيها أحداث الربيع العربي، فأكد عمارة بن يونس أن الجزائر حالة خاصة في العالم العربي وليس حتميا أن تشهد ما شهدته دول عربية كمصر وتونس وليبيا وسوريا وغيرها من البلدان. وذكر بأن الجزائر حالة خاصة، كونها البلد العربي الوحيد الذي تحرر بالثورة وبقوة السلاح. وأما الربيع العربي فقال إن الجزائر عاشته سنة 1980 والثورة قام بها الشباب في 1988 وسقط منهم أكثر من 4000 شاب في سبيل التغيير، وأخيرا قال بن يونس إننا الشعب العربي الوحيد الذي تعاقب عليه أربعة رؤساء لازالوا قيد الحياة والخامس لا زال يعيش كذلك. وعن تشكيل تحالفات سياسية مع أحزاب أخرى، قال بن يونس إنه لا يملك أية حسابات يصفيها مع أي كان وأكد استعداده للعمل مع الأحزاب الديمقراطية،شرط أن يكون هذا التحالف حول مشروع وطني. ووجه رئيس حزب الاتحاد من اجل الديمقراطية والجمهورية نداءين، الأول إلى النساء الجزائريات قال فيه إن الطريق الوحيدة لمساعدة النساء تكون من خلال منحها القرار، معتبرا أن حزبه في مؤتمره التأسيسي يتألف من 34 بالمائة من النساء متعهدا بمنح المرأة 50 بالمائة من المكتب الوطني. أما النداء الثاني فوجهه إلى الشباب الجزائري داعيا إياه إلى التصويت والتوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع للحيلولة دون وصول من أسماهم بالانتهازيين، وقال إن الشباب ليسوا في حاجة إلى قروض بل إلى تكوين ثم منصب عمل. وفي الأخير أعلن ''عمارة بن يونس'' عن تغيير تسمية حزبه من الاتحاد من أجل الديمقراطية والجمهورية إلى الحركة الشعبية الجزائرية. وأرجع رياض علال الناطق الرسمي باسم الحزب تغيير التسمية إلى سببين الأول ما اعتبره إقصاء وتهميشا من الداخلية التي قال إنها مارست التعسف ورفضت منح الاعتماد للحزب مند سنة ,2004 أما السبب الثاني فقال إنه البديل المقترح ليكون البديل الديناميكي للشعب الجزائري. يذكر أن المؤتمر التأسيسي عرف مشاركة 1240 مناضلا من 48 ولاية، إضافة إلى وجود 32 مناضلا يمثلون الجالية الجزائرية في عدة دول، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا ودول أخرى.