في جولة قصيرة حول ملصقات الأحزاب السياسية عبر المساحات الإعلانية المخصصة لها بالعاصمة، تلاحظ أولى التوجهات الشعبية إزاء الانتخابات، إذ لا تبدو من خلال ما طالها من أضرار أية بشائر انتخابية ''اللهم إلا إذا تغيّرت هذه الأحكام تحت قوة الخطاب الانتخابي للأحزاب''· إذا كان لأحدهم أن يبرر ما طال ملصقات الأحزاب السياسية المعلقة في أرجاء العاصمة على المساحات التي خصصتها البلديات، إلى جانب إعلانات المشاركة في الانتخابات، أن يبررها بالقول إن مثل هذه الأمور دأب السياسي على مشاهدتها كلما حل موعد انتخابي، فإن المقابل سيكون أن كل ما تم بذله من تحسينات على مستوى الخطابات والضمانات غير المسبوقة لا يبدو أنه أقنع الجماهير، على الأقل من ناحية رفض تلك الملصقات بتمزيقها تارة، وبالعبث بها تارة أخرى عن طريق إضافة تعليقات أو تنحيتها كلية. يحدث هذا بالرغم من أن مختلف المساحات التي حددتها السلطات العمومية، لا تزال شاغرة من الملصقات، وقد تكون سياسة التقشف المعتمدة من طرف الأحزاب السياسية واختيار أهم المواقع وراء هذا الفراغ، الذي قد يزول بمرور أيام الحملة الانتخابية ال .21 والملاحظ من خلال الصور التي رصدتها ''الجزائر نيوز'' أن ليس هناك أحزابا بعينها يتم استهدافها من طرف الشارع بل الملصقات على العموم، ما يدل أن الموقف المتخذ هو إزاء الوضع العام سياسيا وليس حزبيا فقط. وما يبرر أكثر هذا الاتجاه، هو أن حتى الملصقات التي تحمل الرأي العام على المشاركة في الانتخابات التشريعية للعاشر من ماي المقبل والمكتوب عليها ''ربيعنا هو الجزائر'' قد تم استهدافها في نقاط مختلفة، وهذا ما يعني من جهة أخرى أن الخطابات والضمانات المطروحة إلى حد الساعة لم تقنع الجزائريين قبالة لوحات الملصقات. وما يلفت الإنتباه إلى حد الطرافة هو بعض المساحات الإعلانية التي بها صور ''لمشاهير'' الرسوم المتحركة بدل صور المترشحين لانتخابات العاشر ماي، وهو ما تعبر عنه الصورة التي اقتنتها ''الجزائر نيوز'' من موقع التواصل الإجتماعي ''الفايسبوك''·