قرر سكان بلدية سوق الاثنين بمساندة سكان أكثر من 6 بلديات تفجير هبة شعبية للمطالبة بإطلاق سراح الرهينة المقاول المدعو عمر رابح الله الذي اختطف ليلة الأربعاء المنصرمة من طرف جماعة مسلحة، حيث تنتهي عشية اليوم المهلة التي قدموها للمختطفين لأجل إطلاق سراح الرهينة دون دفع فدية· لم يهضم سكان سوق الاثنين ومعاتقة عمليات الاختطاف التي تستهدف المنطقة بصفة متزايدة، حيث قرروا هذه المرة الخروج عن صمتهم وتفجير هبة شعبية عارمة للوقوف في وجه المختطفين مثلما فعلته العديد من مناطق ولاية تيزي وزو على غرار بني دوالة وآث عيسي وآث جناد وغيرها. وحسب ما أكده مصدر محلي مطلع، فإن أعضاء لجنة قرية آيث عمار التي ينحدر منها الرهينة، عقدوا، مساء أول أمس، اجتماعا طارئا بالمكان المسمى سيدي علي موسى وقاموا بتحديد كيفية تفجير الهبة الشعبية لتحرير الرهينة. وأضاف مصدرنا، إن العملية توسعت، أمس، بكامل دائرة معاتقة، حيث تم عقد لجان القرى عدة تجمعات على مستوى مناطقهم، قبل أن يتم عقد اجتماع عام جمع ممثلي القرى، حيث ناقشوا فيه الطريقة الفعلية التي من شأنها أن تسمح لهم بتحرير الرهينة سليم معافى دون أن يتعرّض لأي مكروه. وكشف مصدرنا، أن الاجتماع أسفر عن عدة قرارات، أولها مطالبة الجماعة المختطفة بإطلاق سراح المقاول في أقرب الآجال دون دفع فدية ولا أي شروط أخرى، وأجمع الأعضاء على ضرورة الاحتجاج بطريقة سلمية بعيدا عن استخدام العنف لعدم تكرار سيناريو قرية البير التابعة لبلدية معاتقة، حيث حاول المواطنون إحباط عملية اختطاف أحد المغتربين قبل أن تتحوّل العملية إلى جريمة بشعة راح ضحيتها 3 من أبناء القرية بعد محاولة السكان محاصرة الإرهابيين ودخول في اشتباك بإطلاق النار. كما قرر المجتمعون الخروج في مسيرات وتنظيم اعتصامات سلمية بعدة أماكن للتنديد بالإرهاب والمطالبة بالأمن، وكذا التكثيف من الدوريات عبر المركبات بمختلف مناطق تيزي وزو لتحسيس المواطنين بظاهرة الاختطاف والدعوة إلى الإتحاد والتضامن لوضع حد لهذه الظاهرة التي أصبحت كابوسا حقيقيا بولاية تيزي وزو، إضافة إلى دعوة لشن سلسلة من الإضرابات بشل الحركة التجارية والخدماتية. وأكد مصدرنا، أن قرية آث عمار لقيت تضامنا كليا من طرف سكان كامل دائرة معاتقة وبلديتي بني زمنزر بني دوالة، وكذا سكان مشطراس وغيرها من المناطق وبالبلديات، حيث عبّر سكانها عن تضامنهم الكلي مع سكان بلدية سوق الاثنين وعائلة الرهينة، وأبدوا استعدادهم لمشاركتهم الهبة الشعبية. وفي سياق هذا الموضوع، أشار محدثنا، إلى أن ممثلي قرى دائرة معاتقة وبالتنسيق مع لجنة قرية آيث عمار برمجوا اجتماعا طارئا يتم عقده مساء اليوم ضمن ممثلي كل القرى والبلديات بهدف تنصيب خلية الأزمة التي ستتكفل بمتابعة قضية اختطاف المقاول عمر رابح الله صاحب مؤسسة للأشغال العمومية، وكذا لتحديد تاريخ الخروج في المسيرة الأولى ومكان تنظيمها، وتقسيم المهام بين الأعضاء. من جهة مقابلة، علمنا من مصادر مقربة من العائلة، أن الجماعة المختطفة قد طالبت رسميا العائلة بدفع فدية قيمتها مليار و200 مليون سنتيم مقابل إطلاق سراحه، وطمأنت العائلة عن حياة وصحة الرهينة. يذكر أن المختطف المدعو عمر رابح الله يبلغ من العمر 42 سنة، اختطف ليلة الأربعاء بمقر مكتبه بقرية بوحمدون من طرف مسلحين، ويعتبر الحالة رقم 67 بولاية تيزي وزو وال 11 التي تسجلها دائرة معاتقة منذ بداية ظاهرة الاختطافات سنة .2005