أقدمت السلطات المحلية ببلدية إليلتان، الواقعة على بعد 80 كم شرق ولاية تيزي وزو، بسبب انزلاق التربة التي شهدتها المنطقة نهاية الأسبوع المنصرم، على ترحيل أكثر من 70 عائلة بقرية أيث عيسى أويحيى، التي أضحت سكناتها مهددة بالانهيار بفعل التحركات غير العادية للتربة وإتساع نطاق انجرافها أكثر من يوم إلى آخر· تعد قرية أيث عيسى أويحيى، من أكثر المناطق المتضررة من ظاهرة إنجراف التربية التي شهدتها بلدية إليلتان نهاية الأسبوع المنصرم، الوضع الذي جعل سكانها يعيشون حالة من الرعب والخوف لكون أن أغلبيتهم لأول مرة يشهدون مثل هذه الظاهرة التي لم يجدوا لها تفسيرا لأسباب وقوعها، لاسيما أنها تسببت في خسائر مادية معتبرة كقطع الطريق الولائي رقم ,253 ناهيك عن إتلافها لمساحات كبيرة من الغطاء النباتي الموزع على مساحة قدرت في اليوم الأول من حدوث الظاهرة بأربعة كلوميترات، وهي المساحة التي اتسع نطاقها أكثر، ومع مرور الوقت لتصل إلى غاية وسط مدينة إليلتان لتصبح خطرا حقيقيا يهدد العشرات من منازل السكان المحليين· ومن أجل تجنب كارثة محتملة الوقوع والتي قد تتسبب فيما لا يحمد عقباه، عمدت السلطات البلدية صبيحة أول أمس إلى إتخاذ إجراءات عاجلة قررت من خلالها ترحيل أكثر من 70 عائلة القاطنة بمختلف المواقع المتواجدة بقرية أيث عيسى أويحيى، والتي أضحت سكناتها مهددة بإلانهيار من لحظة إلى أخرى جراء التحركات غير العادية للتربة، وكذا الكميات الهائلة من الأوحال التي وصلت حتى مشارف أبواب منازلهم· وحسبما أكده أحد أعضاء المجلس الشعبي لبلدية إليلتان في تصريحاته ل ''الجزائرنيوز''، فإن غياب المرافق العمومية بالبلدية كالمؤسسات التربوية التي أضحت هي الأخرى غير بعيدة عن هذا الخطر الذي لازال زحفه متواصل، الأمر الذي دفع بمسؤولي البلدية إلى دق ناقوس الخطر وأمروا جميع العائلات القاطنة بالقرية إلى إخلاء منازلها في أسرع وقت ممكن لتفادي حدوث أية خسائر بشرية غير مستبعدة إن إلتزموا بيوتهم، وهي العائلات التي أجبرت على التنقل إلى أهاليهم في المناطق الأخرى من الولاية، وذلك في ظل غياب بدائل أخرى على مستوى البلدية التي تعد أكثر بلديات الولاية التي تعاني تأخرا فادحا في شتى المجالات التنموية· وفي السياق ذاته، تنقلت صبيحة أمس فرقة تقنية متكونة من مختصين ومهندسين وخبراء في الجيولوجية إلى بلدية إليلتان، وبالضبط في المواقع التي شملتها ظاهرة إنزلاق التربة وبدرجة كبيرة على غرار قريتي أيث عيسى أويحيى وأيث عبد الله، وذلك بهدف تحديد ومعرفة أسباب الظاهرة التي بدأ نطاقها في السنوات القليلة المنقضية يتسع بولاية تيزي وزو، بعدما سجلت سابقا في كل من بلديتي عين الحمام وكذا عزازقة بالإضافة إلى بلدية عين الزاوية· وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة إنزلاق التربة التي شهدتها بلدية إليلتان نهاية الأسبوع المنصرم، أرجع المسؤولين المحليين، سبب حدوثها إلى الكميات الهائلة من الثلوج المتساقطة بالمنطقة في شهر فيفري الماضي، حيث تراوح سمكها بين 3 و5 أمتار، إضافة إلى المياه الغزيرة التي تساقطت بالمنطقة، التي تجمعت في قاع الأرض لمدة قبل أن تنفجر وتحدث إنزلاق في التربة وتحولت إلى سيلان من المياه والأوحال·