يقول فيكتور هيغو... حرروا الحرية والحرية تقوم بالباقي، هل ترانا أحرارا بالقدر الكافي الذي يجعلنا نقول ما نريد دون خوف؟ هل يمكن للرأي والرأي الآخر أن يعيشان في وطن واحد دون تراشق ولا سباب ولا حتى خوف؟ قال حماري معلقا على ذلك... أرسطو أيضا قال إن الحرية أساس الدولة الديموقراطية ، وهذا يعني أن الحرية أيضا مقيدة بعوامل أخرى. قلت لحماري مستغربا... لكن هيغو يقصد أن الوصول إلى الحرية في حد ذاته أمر صعب، لأن مجرد الإحساس بذلك يكفي حتى تعيش حرا. قال ناهقا... تقصد أن الشعوب التي حولنا وتحاول تحيطم الأصنام والقيود مبغاها الوحيد هو الحرية؟ قلت... أكيد وهل هناك أسمى من ذلك؟ قال... لماذا إذاً يقرنون حركاتهم بالفوضى والضبابية... لماذا لا يكون السلم هو الطريق للتغيير؟ قلت... الحرية لا تكون ذات قيمة إذا لم تشمل حرية ارتكاب الأخطاء يا حماري اللعين وعليك أن تؤمن بإمكانية الخطأ حتى تتقبل ما يفعله الآخر. نهق نهيقا شديدا وقال... ليس هناك حرية حتى في الدول التي تدعي أنها ديمقراطية وأنها تحب شعوبها وتقدرها. قلت مندهشا... هذه فلسفة جديدة أيها الحمار. قال... أنا أتكلم في المطلق يا عزيزي ولست أبالغ حينما أقول لك إن التضييق هو أيضا سياسة تعمد إليها أكثر الدول حرية في العام... هل تعرف معنى أن تكون حقيقة حرا... إنها فعلا الكارثة! قلت ساخرا... لم أكن أعرف أنك تتبنى الفر القمعي وتناصر الدكتاتوريات التي تسقط يوما بعد آخر؟ نهق نهيقا خبيثا وقال... طريق الحرية بعيد ودع تفكيرك منحصر في الخبز والماء حتى لا تشقى بفكرك.