ذكرت، صحيفة ''صنداي تايمز'' البريطانية أن الخبراء العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين في واشنطن يقرون بأن القيام بضربة جوية مفاجئة لن ينجح إلا في إرجاء الجهود الإيرانية لتطوير السلاح النووي· كما يرون أن إسرائيل ستواجه تحديات سياسية ولوجستية دون أن تضمن استئصال التهديد النووي الإيراني حتى مع الضرب المستمر للمنشآت المعروفة· وترى الصحيفة أن المخططين العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين يدرسون، منذ عقود، الخيار العسكري ضد إيران، مشيرة إلى أنه لا يوجد نقص في عدد الأهداف المحتملة، لا سيما أن طهران تملك عشرات المواقع النووية المعروفة لدى المسؤولين الغربيين· المخطط العسكري السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنطوني كوردسمان، يقول ''كل من يلتقي المسؤولين الإسرائيليين بشكل دوري يدرك أن إسرائيل تبحث الخيارات العسكرية مع إدراكها لما تحمله من مخاطر كبيرة''· وتشير ''صنداي تايمز'' إلى أن أكثر السيناريوهات المحتملة في ظل تمسك الرئيس الأميركي باراك أوباما بالضغط الدبلوماسي سيتمثل في ''ضربات جوية إسرائيلية تتطلب رحلات طويلة وإعادة تعبئة وقود في الأجواء العربية المعادية''· ومن المواقع التي يحتمل أن تستهدفها، إسرائيل، مفاعلات بوشهر وآراك ونطنز، وجميع هذه المواقع تبعد عن إسرائيل أكثر من 1500 كلم، أي خارج الهوامش العاملة للقاذفات الإسرائيلية· فضرب بوشهر، وهو مفاعل الماء الخفيف بإشراف روسيا، قد يغضب موسكو ويحفزها على تعزيز التعاون مع طهران، كما أن مفاعل أراك للماء الثقيل يحظى بحماية جزئية من أي هجوم جوي ولن يكتمل بناؤه قبل سنوات، أما منشأة نطنز، فهي تقع تحت الأرض وتقوم على حمايتها صواريخ أرض جو روسية· ويعتقد الخبراء الأمريكيون أن إسرائيل لن تستطيع أن تشن هجمة طويلة الأمد، شأنها في ذلك شأن الولاياتالمتحدة ضد بغداد في المراحل الأولى لحربي الخليج، رغم أن تل أبيب تملك القدرة العسكرية والإرادة السياسية· ومن المرجح أن تعمل الدبلوماسية التي ستعقب أي هجمة إسرائيلية على إيران على تقييد تل أبيب بعملية واحدة، و''هذه العملية لن ترقى إلى الحجم المطلوب الذي قد يفضي إلى ما هو أكثر من تأجيل البرنامج النووي''، كما قال كوردسمان· وتستبعد الصحيفة أي عملية عسكرية أمريكية في المستقبل المنظور، ولكن هناك البعض في تل أبيب ممن يعتقدون بأن أي غارة إسرائيلية قد ترغم أوباما والبنتاغون على الانضمام للهجوم·